قوله:"فإن عائشة حدثتني أن هذه الحبة السوداء شفاءٌ"، وللكشميهنيّ:"أن في هذه الحبة شفاءً"، كذا للأكثر، وفي رواية الأعين:"هذه الحبة السوداء التي تكون في الملح"، قال الحافظ: وكان هذا قد أشكل عليّ، ثم ظهر لي أنه يريد الكَمُّون، وكانت عادتهم جرت أن يُخلط بالملح.
قوله:"قلت: وما السام؟ قال: الموت"، قال الحافظ: لم أعرف اسم السائل، ولا القائل، وأظن السائل خالد بن سعد، والمجيب ابن أبي عتيق، وهذا الذي أشار إليه ابن أبي عتيق ذَكَره الأطباء في علاج الزكام العارض، معه عطاس كثير، وقالوا: تقلى الحبة السوداء، ثم تُدَقّ ناعمًا، ثم تُنقع في زيت، ثم يقطر منه في الأنف ثلاث قطرات، فلعل غالب بن أبجر كان مزكومًا، فلذلك وصف له ابن أبي عتيق الصفة المذكورة، وظاهر سياقه أنها موقوفة عليه، ويَحْتَمِل أن تكون عنده مرفوعة أيضًا، فقد وقع في رواية الأعين عند الإسماعيلي بعد قوله:"من كل داء، واقطروا عليها شيئًا من الزيت"، وفي رواية له أخرى:"وربما قال: واقطروا … إلخ". انتهى مختصرًا من "الفتح"(١)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه اللهُ- أوّل الكتاب قال: