للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن فلسطين اسم لناحية بيت المقدس، والأردن اسم لناحية سيان، وطبرية، وما يتعلق بهما، ولا يضرّ إطلاق اسم المدينة عليه. انتهى (١).

وقال القرطبيّ: "الأمراء": جمع أمير، وكان قد قسَّم الشام على أربعة أمراء؛ تحت كل واحدٍ منهم جند، وناحية: أبو عبيدة بن الجراح، وشُرَحبيل بن حَسَنة، ويزيد بن أبي سفيان، ومعاذ بن جبل، ثم لم يمت عمر حتى جمع الشام لمعاوية.

وفيه دليل على إباحة العمل، والولاية لمن كانت له أهلية ذلك من العلم، والصلاح؛ إذا اعتقدوا أنهم متمكِّنون من العمل بالحق، والقيام به، فإذا عملوا بذلك حصل لهم أجر أئمة العدل. انتهى (٢).

وقوله: (أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ) بدل من "أهلُ"، هو عامر بن عبد الله بن الجرّاح بن هلال بن أُهيب بن ضَبّة بن الحارث بن فِهْر القرشيّ الفِهْريّ، أحد العشرة المبشّرين بالجنّة، أسلم قديمًا، وشهد بدرًا، ومات شهيدًا بطاعون عمَوَاس سنة (١٨)، تقدّمت ترجمته في "الصيد والذبائح" ٤/ ٤٩٩٠، له في مسلم ذكرٌ فقط، ولا رواية له. (وَأَصْحَابُهُ) هم: خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشُرَحبيل بن حَسَنة، وعمرو بن العاص، وكان أبو بكر قد قسم البلاد بينهم، وجعل أمر القتال إلى خالد، ثم ردّه عمر إلى أبي عبيدة، وكان عمر -رضي الله عنه- قسم الشام أجنادًا: الأردُنّ جند، وحمص جند، ودمشق جند، وفلسطين جند، وقِنِّسرين جند، وجَعَل على كل جند أميرًا، ومنهم من قال: إن قنسرين كانت مع حمص، فكانت أربعة، ثم أُفردت قِنِّسرين في أيام يزيد بن معاوية.

(فَأَخْبَرُوهُ)؛ أي: أخبر أهل الأجناد عمر (أَنَّ الْوَبَاءَ) بالقصر أفصح من مدّه؛ أي: الطاعون (٣)، وقال الفيّوميّ -رحمه الله-: الوباء بالهمز: مرض عامّ، يُمَدّ، ويُقْصَر، ويُجمع الممدود على أَوْبِئَةٍ، مثلُ متاع وأمتعة، والمقصور على أَوْبَاءٍ، مثلُ سبب وأسباب، وقد وَبِئَتِ الَأرضُ تَوْبَأُ، من باب تَعِبَ وَبْئًا، مثل فَلْسٍ: كَثُرَ مرضها، فهي وَبِئَةٌ، ووَبِيئَةٌ، على فَعِلَةٍ، وفَعِيلةٍ، ووُبِئَتْ بالبناء للمفعول،


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢٠٨.
(٢) "المفهم" ٥/ ٦١٦.
(٣) "شرح الزرقاني على الموطّأ" ٤/ ٢٩٥.