للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وزانُ حِمْل: لغة في السلاح، قاله الفيّوميّ (١).

ثم علّل أمره بأخذ سلاحه بما قرنه بالفاء التعليليّة، فقال: (فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ") بلفظ تصغير قَرَظة، هم إخوة بني النضير، وهما حيّان من اليهود، كانوا بالمدينة، فأما قُريظة، فقُتلت مقاتِلتهم، وسُبيت ذراريّهم؛ لنقضهم العهد، وأما بنو النضير، فأُجْلُوا إلى الشام. (فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ، ثُمَّ رَجَعَ)؛ أي: إلى أهله، (فَإِذَا امْرَأَتُهُ) تقدّم أنه لا يُعرف اسمها، (بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً)؛ أي: بين المصراعين (٢)، (فَأَهْوَى إِلَيْهَا الرُّمْحَ)؛ أي: أمال إلى امرأته رمحه (لِيَطْعُنَهَا بِهِ) بفتح العين، وضمّها، يقال: طعنه بالرمح، كمنعه، ونصره طَعْنًا: ضربه، ووخزه، فهو مطعونٌ، وطَعِينٌ، جَمْعه طُعْنٌ بالضمّ (٣).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "فأهوى إليها. . . إلخ" أي: أماله إليها إرهابًا، ومبالغة في الزَّجر، وحَمَله على ذلك فرط الغيرة، وما كان بالذي يطعنها. انتهى (٤).

وقوله: (وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ) جملة حاليّة من الضمير المستتر في "أهوى"، و"الغَيْرة" بفتح، فسكون: هي الْحَمِيّة، والأَنَفَةُ، قاله ابن الأثير (٥).

وقال القاضي عياض - رحمه الله - في "المشارق": هو تغيّر القلب، وهَيَجَان الحفيظة، بسبب المشاركة في الاختصاص من أحد الزوجين بالآخر، أو بحريمه، وذَبّه عنهم، ومَنْعه منهم. انتهى (٦).

(فَقَالَتْ لَهُ: اكْفُفْ) بضمّ الفاء أمر من كفّ، يقال: كفّ عن الشيء كفًّا من باب قتل: تركه، وكففته كفًّا: منعته، فكفَّ، يتعدّى، ويلزم (٧)، وما هنا متعدّ؛ لأنه نَصَب "رُمحك". (عَلَيْكَ رُمْحَكَ) بضمّ، فسكون: قَنَاةٌ في رأسها


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٨٤.
(٢) المصراعان من الأبواب: بابان منصوبان ينضمّان جميعًا، مدخلهما في الوسط منهما، قاله في "القاموس".
(٣) "القاموس المحيط" ص ٨٠٣.
(٤) "المفهم" ٥/ ٥٣٧.
(٥) "النهاية" ص ٦٨٥.
(٦) "مشارق الأنوار" ٢/ ١٤١.
(٧) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٥٣٦.