للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي: تزاني. انتهى (١).

وقال في "اللسان": وبَغَت الأمة تَبْغِي بَغْيًا، وباغت مَباغاةً، وبِغاءً بالكسر، والمدّ، وهي بَغِيّ، وبَغُوٌّ: عَهِرَت (٢)، وزَنَت، وقيل: البَغِيّ الأمة فاجرةً كانت، أو غير فاجرة، وقيل: البغيّ أيضًا الفاجرة حُرّةً كانت أو أمة، وفي التنزيل العزيز: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: ٢٨]؛ أي: ما كانت فاجرةً، مثلُ قولهم: مِلْحَفةٌ جديدٌ، وأم مريم حرةٌ لا مَحالة، ولذلك عَمّ ثعلب بالبغاء، فقال: بغت المرأة، فلم يخص أمةً، ولا حرةً، وقال أبو عبيد: البغايا الإماء؛ لأنهن كنّ يفجرن، يقال: قامت على رؤوسهم البغايا؛ يعني: الإماء، الواحدة بَغِيّ، والجمع بَغايا، وقال ابن خالويه: البِغاء مصدر بَغَت المرأة بِغَاء: زنت، والبغاء مصدر باغت بِغاء: إذا زنت، والبِغاء جمع بَغِيّ، ولا يقال: بغيّة. انتهى (٣).

(رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ) بتشديد الراء؛ أي: شديد الحرارة، (يُطِيفُ) بضمّ أوله، من أطاف، يقال: أطفت بالشيء: إذا أدمت المرور حوله، (بِبِئْرٍ) وفي الرواية التالية: "بركيّة"، وهو بمعناه. (قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ)؛ أي: أخرجه، قال المجد - رحمه الله -: دلع لسانه، كمنع: أخرجه، كأدلعه، فدَلَعَ هو، كمنع، ونصر دَلْعًا، ودُلُوعًا. انتهى (٤).

وقال ابن منظور - رحمه الله -: دَلَع الرجلُ لسانه، يَدْلَعه دَلْعًا، فاندلع، وأدلعه: أخرجه، جاءت اللغتان، وقيل: أدلع لغة قليلة، وأدلعه العطشُ، ودلَعَ اللسانُ نفسُهُ يَدْلَعُ دَلْعًا، ودُلُوعًا، يتعدّى، ولا يتعدَّى، واندلع: خرج من الفم، واسترخى، وسقط على الْعَنْفَقَة، كلسان الكلب. انتهى (٥).

وقوله: (مِنَ الْعَطَشِ) متعلّق بـ "أدلع"، و"من" للتعليل؛ أي: لأجل العطش، (فَنَزَعَتْ) من باب ضرب؛ أي: أخرجت (لَهُ)؛ أي: لأجل ذلك الكلب؛ لتسقيه (بِمُوقِهَا) وفي الرواية التالية: "فنزعت له موقها"، فنزع يتعدّى


(١) "المصباح المنير" ١/ ٥٧.
(٢) بكسر الهاء، من باب تَعِبَ.
(٣) "لسان العرب" ١٤/ ٧٧.
(٤) "القاموس المحيط" ص ٤٤٢.
(٥) "لسان العرب" ٨/ ٩٠.