للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنفسه، وبالباء، قال في "التاج": ونَزَعَ الدَّلْوَ منَ البِئْرِ يَنْزِعُهَا نَزْعًا، ونَزَعَ بِهَا كِلاهُمَا: جَذَبَهَا بغَيْرِ قامَةٍ، وأخْرَجَها، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ [من الرجز]:

قَدْ أنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ … تُوزِغُ منْ مَلْءٍ كإيْزاغِ الفَرَسْ

تَقَطِّيَها: خُروجُها قَليلًا قَليلًا، بغَيْرِ قامَةٍ، وأصْلُ النَّزْعِ: الجَذْبُ، والقَلْعُ، وفي الحديث: "رأيْتُنِي أنْزِعُ على قَليبٍ"؛ أي: رأيْتُنِي في المَنَام أسْتَقِي بيَدِي، يُقَالُ: نَزَعَ بالدَّلْوِ: إذا اسْتَقَى بها، وقَدْ عُلِّقَ فيهَا الرِّشاءُ. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن بما ذُكر أن "نَزَع" يتعدّى بنفسه، وبالباء، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

و"الموق" بضمّ الميم، وسكون الواو، بعدها قاف: هو الخفّ، وقيل: ما يُلبس فوق الخفّ، قاله في "الفتح".

وقال في "التاج": المُوق: خُفٌّ غليظٌ، يُلبَسُ فوقَ الخُفِّ، فارسيٌّ معرَّب، قال الصاغانيّ: وهو تعْريب مُوكه، هكذا قال والمشْهور: موزه. وقال ابنُ سيدَه: المُوقُ: ضرْبٌ من الخِفافِ جَمْعه: أمواقٌ، وهو عربيٌّ صحيح، قال النّمِرُ بنُ توْلَب [من الكامل]:

فتَرى النِّعاجَ بها تمَشّى خِلْفَةً … مشْيَ العِباديّين في الأمْواقِ (٢)

زاد في الرواية التالية: "فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ"، (فَغُفِرَ لَهَا") بالبناء للمفعول، وفي الرواية التالية: "فَغُفِرَ لَهَا بِهِ أي: غفر الله تعالى ذنبها بسبب سقيها ذلك الكلب، فرحمها الله تعالى كما رحِمته، أخرج الترمذيّ وأبو داود بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء"، قال الترمذيّ: حديث حسنٌ صحيحٌ، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) "تاج العروس" ١/ ٥٥٦١.
(٢) "تاج العروس" ١/ ٦٥٨٩.