للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جزم به الطيبيّ، قال الحافظ رحمه الله: ولم يَذْكُر دليله، نعم في رواية البخاريّ من طريق يونس عنه في "التفسير" ما يدلّ على الإدراج. انتهى.

ولفظه في "التفسير": "قال: والتحنث: التعبد"، قال في "الفتح": هذا ظاهر في الإدراج؛ إذ لو كان من بقية كلام عائشة لجاء فيه: قالت؛ وهو يحتمل أن يكون من كلام عروة، أو من دونه. انتهى (١).

وقوله: (اللَّيَالِيَ) ظرف متعلق بـ "يتحنث"، لا بـ "التعبد"، ومعناه: يتحنث اللياليَ، ولو جُعِل متعلقًا بـ"التعبد" لفَسَدَ المعنى، فإن التحنث لا يشترط فيه الليالي، بل يُطْلَق على القليل والكثير، وهذا التفسير اعتراض بين كلام عائشة - رضي الله عنها -؛ إذ كلامها: "فيتحنّث فيه الليالي أولات العدد"، قاله النوويّ.

وقال الطيبيّ رحمه اللهُ: أطلق الليالي، وأراد بها الليالي مع أيامهنّ على سبيل التغليب؛ لأنها أنسب للخلوة، ووصف الليالي بقوله: (أوْلَاتِ الْعَدَدِ) لإرادة التقليل، كما قوله تعالى: {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: ٢٠] (٢).

وقال الكرمانيّ: يحتمل الكثرة؛ إذ الكثير يحتاج إلى العدد، وهو المناسب للمقام.

وتعقّبه الحافظ، فقال: أما كونه المناسبَ فمسلَّم، وأما الأول فلا؛ لأن عادتهم جرت في الكثير أن يُوزَن، وفي القليل أن يُعَدّ، وقد جزم الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة بأن المراد به الكثرة؛ لأن العدد على قسمين، فإذا أطلق أريد به مجموع القلة والكثرة، فكأنها قالت: ليالي كثيرة؛ أي: مجموع قسمي العدد انتهى (٣).

وللبخاريّ: "ذوات العدد"، وهو بمعناه، وإنما أبهم العدد لاختلافه، كذا قيل، وهو بالنسبة إلى المُدَد التي يتخللها مجيئه إلى أهله، وإلا فأصل الخلوة قد عُرِفت مُدَّتها، وهي شهر، وذلك الشهر كان رمضان، رواه ابن إسحاق، قاله في "الفتح" (٤).


(١) "الفتح" ٨/ ٥٨٨.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ١٢/ ٣٧١٦.
(٣) "الفتح" ١٢/ ٣٧٢ "كتاب التعبير".
(٤) "الفتح" ١/ ٣٢.