للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الليث بن سعد، فتنبّه. (عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ لأَعْرَابِيٍّ) لا يُعرف (١)، قال الفيّوميّ -رحمه الله-: الأَعْرَابُ، بالفتح أهل البدو، من العرب، الواحد أَعْرَابِيٌّ، بالفتح أيضًا، وهو الذي يكون صاحب نُجْعَةٍ وارتياد للكَلإ، وزاد الأزهريّ، فقال: سواءٌ كان من العرب، أو من مواليهم، فمن نزل البادية، وجاور البَادِين، وظَعَن بِظَعْنِهم، فهم أَعْرَابٌ، ومن نزل بلاد الرِّيف، واستوطن الْمُدُن، والقُرى العربية، وغيرها ممن ينتمي إلى العرب فهم عَرَبٌ، وإن لم يكونوا فُصحاء، ويقال: سُمُّوا عَربًا؛ لأن البلاد التي سكنوها تُسَمَّى العَرَبَاتَ، ويقال: العَرَبُ العَارِبَةُ هم الذين تكلموا بلسان يَعْرَب بن قَحْطان، وهو اللسان القديم، والعَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ: هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام- وهي لغات الحجاز، وما والاها، والعَرَبُ: اسم مؤنَّث، ولهذا يوصف بالمؤنّث، فيقال: العَرَبُ العَارِبَةُ، والعَرَبُ العَرْبَاءُ، وهم خلاف العجم، ورجل عَرَبِيٌّ ثابت النسب في العرب، وإن كان غير فصيح، وأَعْرَبَ، بالألف: إذا كان فَصِيحًا، وإن لم يكن من العرب، والعُرْبُ، وزانُ قُفْل لغة في العَرَب، ويجمع العَرَبُ على أَعْرُبٍ، مثل زَمَن وأَزْمُن، وعلى عُرُبٍ، بضمتين، مثل أَسَد وأُسُد. انتهى (٢).

(جَاءَهُ)؛ أي: جاء ذلك الأعرابيُّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (فَقَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ) من باب نصر؛ أي: رأيت في نومي (أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ) بالبناء للمفعول، (فَأَنَا أَتَّبِعُهُ) يَحْتَمِل أن يكون مضارع تَبِع، من باب تَعِب، ثلاثيًّا، فيكون بسكون التاء، وفتح الموحّدة، وأن يكون من الاتّباع، فيكون بتشديد التاء، وكسر الموحّدة، وفي لفظ: "فقد خرج، فاشتددت في أثره، فقال: لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام"، وفي رواية: "إذا تلاعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يخبر به الناس". (فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-)؛ أي: مَنَعه من الإخبار بما وقع له في حلمه (وَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("لَا) ناهية، ولذا جزم بها قوله: (تُخْبِرْ)؛ أي: لا تحدث (بِتَلَعُّب الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ" أي: في حال نومك، قال المازريّ: يَحْتَمِل أنَ


(١) "تنبيه المعلم" ص ٣٨٨.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٠٠.