وقوله:(مُنْصَرَفَهُ مِنْ أُحُدٍ) بضمّ الميم، وفتح الصاد؛ أي: وقت انصرافه، ورجوعه من غزوة أُحد.
وقوله:(بِمَعْنَى حَدِيثِ يُونُسَ)؛ يعني: أن سفيان بن عيينة حدّث عن الزهريّ بمعنى ما حدّث به يونس بن يزيد الأيليّ عنه.
[تنبيه]: رواية سفيان بن عيينة، عن الزهريّ هذه ساقها ابن ماجه -رَحِمَهُ اللهُ- في "سننه"، فقال:
(٣٩١٨) - حدّثنا يعقوب بن حميد بن كاسب المدنيّ، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رجل مُنصَرَفه من أُحُدٍ، فقال: يا رسول الله إني رأيت في المنام ظُلَّة تَنطُف سمنًا وعسلًا، ورأيت الناس يتكفّفون منها، فالمستكثر، والمستقلّ، ورأيت سببًا واصلًا إلى السماء، رأيتك أخذت به، فعلوت به، ثم أخذ به رجل بعدك، فعلا به، ثم أخذ به رجل بعده، فعلا به، ثم أخذ به رجل بعده، فانقطع به، ثم وُصِل له، فعلا به، فقال أبو بكر: دعني أَعْبُرها يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال:"اعبُرها"، قال: أما الظلّة فالإسلام، وأما ما يَنطُف منها من العسل والسمن، فهو القرآن، حلاوته، ولِيْنه، وأما ما يتكفّف منه الناس، فالآخذ من القرآن كثيرًا وقليلًا، وأما السبب الواصل إلى السماء، فما أنت عليه من الحقّ، أخذت به، فعلا بك، ثم يأخذه رجل من بعدك، فيعلو به، ثم آخر، فيعلو به، ثم آخر، فينقطع به، ثم يوصل له، فيعلو به، قال:"أصبتَ بعضًا، وأخطأت بعضًا"، قال أبو بكر: أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرنّي بالذي أصبت من