فالحق أن تسليم الحجر على ظاهره، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
ومعنى سماعه سلامه: أنه فتح سمعه لإدراك سلامه، وفي "الروض الأُنُف": الأظهر أن هذا التسليم حقيقةٌ، وأنه تعالى أنطقه إنطاقًا، كما خلق الحنين في الجذع.
وقال القرطبيّ: الصحيح من مذهب أئمتنا أن كلام الجماد راجع إلى أنه تعالى يخلق فيه أصواتًا مقطعةً من غير مخارج يُفهم منها ما يُفهم من الأصوات الخارجة من مخارج الفم، وذلك ممكن في نفسه، والقدرة الإلهيّة لا قصور فيها. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر بن سَمُرة -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١/ ٥٩٢٤](٢٢٧٧)، و (الترمذيّ) في "المناقب"(٣٦٢٤)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(١٩٠٧)، و (أحمد) في "مسنده"(٥/ ٨٩ و ٩٥ و ١٠٥)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(١١/ ٤٦٤)، و (الدارميّ) في "سننه"(١/ ٢١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٦٤٨٢)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(١٩٩٥) و"الأوسط"(٢٠٣٣) و"الصغير"(١٦٧)، و (أبو نعيم) في "دلائل النبوّة"(٣٠٠ و ٣٠١)، و (البيهقيّ) في "دلائل النبوّة"(٢/ ١٥٣)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٧٠٩)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان ما أكرم الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- نبيّه -صلى الله عليه وسلم- بالمعجزات الظاهرة الدالّة على صِدْق نبوّته.