للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمنزل، وعَبَّر به هنا عن القبائل، وهذا نحو قوله: "أمر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ببناء المساجد في الدور، وأن تُنظّف، وتُطيّب" (١)، أي: في القبائل، والمحلات. انتهى (٢).

(دَارُ بَنِي النَّجَّارِ) هم من الخزرج، وهو -بفتح النون، وتشديد الجيم، وبالراء- وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، قيل: سمّي النجار؛ لأنه اختتن بِقَدُوم، وقيل: بل نَجَر وجه رجل بالقدوم، فسُمّي النجار.

وقال القاضي عياض: المراد: أهل الدور، والمراد: القبائل، وإنما فُضِّل بني النجار؛ لِسَبْقهم في الإسلام، وآثارهم الجميلة في الدِّين.

(ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ) هم من الأوس، وهو عبد الأشهل -بفتح الهمزة، وسكون الشين المعجمة- ابن جُشَم بن الحارث بن الخزرج الأصغر ابن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس، والأوس أحد جِذْمي الأنصار؛ لأنهم جِذمان: الأوس، والخزرج، وهما أخوان، وأمهما قَيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة، وقيل: قيلة بنت كاهل بن عديّ بن سعد بن قُضَاعة (٣).

[تنبيه]: قال في "الفتح": قوله: "ثم بنو عبد الأشهل" هم من الأوس، كذا وقع في هذه الطريق، ولكن وقع في رواية معمر، عن الزهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي سلمة، عن أبي هريرة: "قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلي، قال: بنو عبد الأشهل، وهم رهط سعد بن معاذ، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: ثم بنو النجار"، فذكر الحديث، وفي آخره: قال معمر: وأخبرني ثابت وقتادة، أنهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث، إلَّا أنه قال: "بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل"، أخرجه أحمد، وأخرجه مسلم من طريق صالح بن كيسان، عن الزهريّ دون ما بعده، من رواية معمر، عن ثابت وقتادة، وأخرج مسلم أيضًا من طريق أبي الزناد، عن أبي سلمة، عن أبي أُسيد مثل رواية أنس، عن أبي أسيد، فقد اختُلف على أبي سلمة في إسناده، هل شيخه فيه أبو أُسيد، أو أبو هريرة؟


(١) حديث صحيح، رواه أحمد، وأبو داود، والترمذيّ، وابن ماجه.
(٢) "المفهم" ٦/ ٥٩.
(٣) "عمدة القاري" ٩/ ٦٧.