للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومتْنِهِ، هل قَدَّم عبد الأشهل على بني النجار، أو بالعكس؟ وأما رواية أنس في تقديم بني النجار فلم يُختَلف عليه فيها، ويؤيدها رواية إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن أبي أُسيد، وهي عند مسلم أيضًا، وفيها تقديم بني النجار على بني عبد الأشهل، وبنو النجار هم أخوال جدّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأنَّ والدة عبد المطلب منهم، وعليهم نزل لَمّا قَدِم المدينة، فلهم مزية على غيرهم، وكان أنس منهم، فله مزيد عناية بحفظ فضائلهم. انتهى (١).

(ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ)؛ أي: الأكبر؛ أي: ابن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة.

قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "بني عبد الحارث" هكذا هو في النُّسخ، وكذا نقله القاضي، قال: وهو خطأ من الرواة، وصوابه: بني الحارث، بحذف لفظة "عبد".

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وقوله: "ثم دار بني عبد الحارث" كذا وقع للعذريّ، والفارسيّ، وهو وَهْمٌ، والصواب: "بني الحارث"، بإسقاط "عبد"، والله أعلم.

(ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ) هو من الخزرج أيضًا، وساعدة هو ابن كعب بن الخزرج الأكبر، (وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ")؛ أي: الفضل حاصل في جميع الأنصار، وإن تفاوتت مراتبه.

(فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ)، وهو من بني ساعدة أيضًا، وكان كبيرهم يومئذ، وهو سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة الأنصاريّ، مات بالشام سنة خمس عشرة، وقيل غير ذلك، تقدّمت ترجمته في "الصلاة" ١٧/ ٩١٢.

(فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ) بضم الهمزة، مصغّرًا الساعديّ، واسمه مالك بن ربيعة بن الْبَدَن، صحابيّ مشهور بكنيته، شهد بدرًا، وغيرها، ومات سنة ثلاثين، وقيل غير ذلك، تقدّمت ترجمته في "صلاة المسافرين وقصرها" ١١/ ١٦٥٢. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيَّرَ دُورَ الأنصَارِ، فَجَعَلَنَا آخِرًا؟ فَأَدْرَكَ سَعْدٌ)؛ أي: ابن معاذ، (رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ خَيَّرْتَ دُورَ الأَنْصَارِ، فَجَعَلْتَنَا آخِرًا)


(١) "الفتح" ٨/ ٤٩١، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٧٨٩).