للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالكاف بدل المثلثة، وحَكَى الخطابيّ فيه غُويرث بالتصغير، وحَكَى عياض أن بعض المغاربة قال في البخاريّ بالعين المهملة، قال: وصوابه بالمعجمة، ووقع عند الواقديّ في سبب هذه القصة أن اسم الأعرابي دعثور، وأنه أسلم، لكن ظاهر كلامه أنهما قصتان في غزوتين، فالله أعلم (١).

(أَتَانِي) وفي رواية البخاريّ: "فإذا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعونا، فجئناه، فإذا عنده أعرابي"، قال في "الفتح": هذا السياق يُفَسِّر رواية يحيى: "فإن فيها: فجاء رجل من المشركين … إلخ"، فبيَّنت هذه الرواية أن هذا القَدْر لَمْ يحضره الصحابة، وإنما سمعوه من النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد أن دعاهم، واستيقظوا.

وقال في "العمدة": كلمة "إذا" في الموضعين للمفاجأة، وقوله: "أعرابي جالس"، وفي رواية معمر: "فإذا أعرابي قاعد بين يديه"، واسمه غُورث، كما سيأتي (٢).

وقوله: (وَأَنَا نَائِمٌ) جملة حالية من المفعول، (فَأَخَذَ) الرجل (السَّيْفَ)؛ أي: سيفه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المعلّق بالغصن؛ لأن المعرفة إذا أعيدت معرفة، فهي عين الأُولي، كما قال السيوطيّ -رَحِمَهُ اللهُ- في "عقود الجمان":

ثُمَّ مِنَ الْقَوَاعِدِ الْمُشْتَهِرَهْ … إِذَا أَتَتْ نَكِرَةٌ مُكَرَّرَهْ

تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِ … تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ

شَاهِدُهَا الَّذِي رَوينَا مُسْنَدَا … "لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ" أَبَدَا

وَنَقَضَ السُّبْكِيُّ ذِي بِأَمْثِلَهْ … وَقَالَ ذِي قَاعِدَةٌ مُسْتَشْكَلَهْ

قال محمد: قلت متعقِّبًا لاستشكال السبكيّ هذا:

قُلْتُ وَلَا اسْتِشْكَالَ إِذْ ذِي تُحْمَلُ … عَلَى الَّذِي يَغْلِبُ إِذْ يُسْتَعْمَلُ

(فَاسْتَيْقَظْتُ، وَهُوَ)؛ أي: والحال أن ذلك الرجل (قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ) بضمّ العين، من باب نصر؛ أي: لَمْ أعلم، أو لَمْ أتفطّن (إِلَّا وَالسَّيْفُ) مبتدأ، وقوله: (صَلْتًا) منصوب على الحال، وهو بفتح الصاد المهملة، وسكون اللام، بعدها مثنّاة؛ أي: مجرّدًا من غِمْده، وقوله: (فِي يَدِهِ) خبر المبتدأ.


(١) "الفتح" ٩/ ٢٣٩، كتاب "المغازي" رقم (٤١٣٤).
(٢) "عمدة القاري" ١٧/ ١٩٩.