للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واقتراني، وأدراني: طَلَبَ منّي القِرَى، وإنه لَقَرِيٌّ للضيف، والأنثى قَرِيّةٌ، ويقال أيضًا: إنه لَمِقْرًى للضيف، ومِقْرَاءٌ، والأُنثَى مِقْراةٌ، ومِقْرَاءٌ. انتهى (١).

(وَثُعِينُ) بضم أوله، من الإعانة، (عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ) جمع نائبة، وهي الحادثة والنازلة خيرًا أو شرًّا، والإضافة فيه من إضافة الصفة للموصوف، أي: الحقّ ينزل على الشخص، يقال: ناب الأمرُ نَوْبَةً: نَزَلَ، وهي النوائب، والنُّوَبُ.

وإنما قالت: "نوائب الحق"؛ لأن النائبة قد تكون في الخير، وقد تكون في الشر، قال لبيد [من الطويل]:

نَوَائِبُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ كِلَاهُمَا … فَلَا الخَيْرُ مَمْدُودٌ وَلَا الشَّرُّ لَازِبُ

قال في "الفتح": قولها: "وتعين على نوائب الحقّ" كلمةٌ جامعةٌ لأفراد ما تقدّم ولما لم يتقدم. انتهى.

(فَانْطَلَقَتْ بِهِ) أي: مَضَت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فالباء للمصاحبة (خَدِيجَةُ) - رضي الله عنه -، وفي مرسل عُبيد بن عُمير: أنها أمرت أبا بكر أن يتوجه معه، فيحتمل أن يكون عند توجيهها، أو مرّة أخرى (٢).

(حَتَّى أَتَتْ بِهِ) - صلى الله عليه وسلم - (وَرَقَةَ) بفتح الراء (بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ) ووقع عند البخاريّ: بلفظ": "ابن عمّ خديجة"، بدون لفظ "وهو"، قال في "الفتح": هو بنصب "ابن"، ويكتب بالألف، وهو بدل من "ورقة"، أو صفةٌ، أو بيانٌ، ولا يجوز جرُّهُ، فإنه يصير صفة لعبد العُزّى، وليس كذلك، ولا كَتْبُهُ بغير ألف؛ لأنه لم يقع بين علمين. انتهى (٣).

وقوله: (أَخِي أَبِيهَا) بالجرّ بدل من "عمّ"، وأبوها هو: خُوَيلد بن أسد بن عبد العُزّى.

(وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ) أي: صار نصرانيًّا، وكان قد خرج هو وزيد بن عمرو بن نُفَيل لَمّا كَرِها عبادة الأوثان إلى الشام وغيرها، يسألون عن الدين، فأما ورقة فأعجبه دين النصرانية فتنصّر، وكان لَقِيَ مَن بَقِي من الرهبان على دين


(١) راجع: "عمدة القاري" ١/ ٩٦.
(٢) "الفتح" ٨/ ٥٩١.
(٣) "الفتح" ١/ ٣٤.