للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عائشة، قالت: "إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن سبّ ورقة "، وهو في زيادات المغازي ليونس بن بكير، أخرجه عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سابّ أخٌ لورقة رجلًا، فتناول الرجل ورقة، فسبّه، فبلغ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هل علمتَ أني رأيت لورقة جنة أو جنتين؟ "، فنَهَى عن سبّه.

وأخرجه البزَّار من طريق أبي أسامة، عن هشام مرسلًا.

وأخرج أحمد من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة: أن خديجة سألت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن ورقة بن نوفل، فقال: "قد رأيته، فرأيت عليه ثيابًا بيضًا، فأحسبه لو كان من أهل النار، لم يكن عليه ثياب"، انتهى ما في "الإصابة" (١).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذه الآثار، وإن كان في معظمها مقال، لكن مجموعها يدلّ على كون ورقة بن نوفل ممن آمن بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فالحقّ أنه أول من آمن به من الرجال، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(فِي الْجَاهِلِيَّةِ) هو الوقت قبل رسالة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، سُمُّوا بذلك لِمَا كانوا عليه من فاحش الجهالة، وقد تُطلق الجاهليّة، ويراد بها ما قبل دخول المحكيّ عنه في الإسلام، وله أمثلة كثيرة (٢).

(وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِي، وَيَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ) هكذا هو في "صحيح مسلم" بلفظ: "الكتاب العربيّ، ويكتب بالعربية"، ووقع في أول "صحيح البخاريّ: "يكتب الكتاب العبرانيّ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية"، وكلاهما صحيح، وحاصلهما أنه تَمَكَّن من معرفة دين النصارى، بحيث إنه صار يتصرف في الإنجيل، فيكتب أيّ موضع شاء منه بالعبرانية إن شاء، وبالعربية إن شاء، قاله النوويّ (٣).

وقال في "الفتح" عند قوله: "فكان يكتب الكتاب العبرانيّ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية" ما نصّه: وفي رواية يونس، ومعمر: "ويكتب من الإنجيل بالعربية ولمسلم: "فكان يكتب الكتاب العربيّ"، والجميع صحيح؛ لأن ورقة


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٦/ ٤٧٤ - ٤٧٧.
(٢) "الفتح" ١٢/ ٣٧٦.
(٣) "شرح النوويّ" ٢/ ٢٠٢ - ٢٠٣.