للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الموجب لبقائهم بعده إيمانهم به، واتباعهم لشريعته، ثم إنهم يصابون بموته، فَتعْظُم أجورهم بذلك؛ إذ لا مصيبة أعظم من فَقد الأنبياء، فلا أجر أعظم من أجر من أصيب بذلك، ثم يحصل لهم أجر التمسك بشريعته بعده، فتتضاعف الأجور، فتعظم الرحمة، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "حياتي لكم رحمة، ومماتي لكم رحمة" (١)، وأما إذا أهلكها قبله فذلك لا يكون إلا لأنهم لم يؤمنوا به، وخالفوه، وعصوا أمره، فإذا استمروا على ذلك من عصيانهم، وتمرُّدهم أبغضهم نبيّهم، فربما دعا عليهم فأجاب الله دعوته فأهلكهم، فأقرَّ عينه فيهم، كما فعل بقوم نوح وغيره من الأنبياء. انتهى (٢).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٨/ ٥٩٥٠] (٢٢٨٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦٦٤٧ و ٧٢١٥)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (٤/ ٣١٥)، و (البزّار) في "مسنده" (٨/ ١٥٤)، و (البيهقيّ) في "الدلائل" (٣/ ٧٦)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في الكلام على هذا الحديث:

قال المازريّ، والقاضي عياض: هذا الحديث من الأحاديث المنقطعة في مسلم، فإنه لم يُسَمّ الذي حدّثه عن أبي أسامة، قال النوويّ: وليس هذا حقيقة انقطاع، وإنما هو رواية مجهول، وقد وقع في حاشية بعض النسخ المعتمدة:


(١) وأخرجه البزّار من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولفظه: قال: "إن لله ملائكة سياحين، يبلغون عن أمتي السلام"، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حياتي خير لكم، تحدثون ونحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تُعْرَض عليّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شرّ استغفرت الله لكم"، قال الهيثميّ في "مجمع الزوائد" ٩/ ٢٤: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح. انتهى.
(٢) "المفهم" ٦/ ٨٨ - ٨٩.