للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٦] مات سنة مائة وسبعين بعدما اختَلَط، لكنه لم يحدّث في حال اختلاطه (ع) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٨١.

٣ - (يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ) الغافقيّ -بمعجمة، ثم فاء، وقاف- أبو العباس المصريّ، صدوقٌ ربما أخطأ [٧] (ت ١٦٨) (ع) تقدم في "الحيض" ٢٦/ ٨٢٠.

والباقون ذُكروا في الباب.

وقوله: (ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ) بفتح الصاد، وكسر العين المهملتين، يقال: صَعِد في السلّم -كسمِعَ- صُعُودًا: إذا رَقِي (١).

وقوله: (كَالْمُوَدِّعِ لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ) قال في "الفتح": توديع الأحياء ظاهر؛ لأن سياقه يُشعر بأن ذلك كان في آخر حياته -صلى الله عليه وسلم-، وأما توديع الأموات، فيَحْتَمِل أن يكون الصحابيّ أراد بذلك انقطاع زيارته الأموات بجسده؛ لأنه بعد موته، وإن كان حيًّا، فهي حياة أُخروية، لا تُشبه الحياة الدنيا، والله أعلم.

ويَحْتَمِل أن يكون المراد بتوديع الأموات: ما أشار إليه في حديث عائشة -رضي الله عنها- من الاستغفار لأهل البقيع. انتهى (٢).

وقال النوويّ -رحمه الله- عند قوله: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يومًا، فصلّى. . . إلخ": معناه: خرج إلى قتلى أُحُد، ودعا لهم دُعاء مُوَدِّع، ثم دخل المدينة، فَصَعِد المنبرَ، فخطب الأحياء خُطبة مُوَدِّع، كما قال النَّوّاس بن سمعان، قلنا: يا رسول الله؛ كأنها موعظة مُوَدِّع، وفيه معنى المعجزة. انتهى (٣).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "ودعا لهم دُعاء مودِّع" قد عرفت أن الصحيح حَمْل الصلاة على أنها صلاة جنازة حقيقيةً، لا كناية عن الدعاء؛ لِمَا أسلفناه من التحقيق.

وأما قوله: "كما قال النوّاس بن سمعان"، الظاهر أنه مصحَّف من العِرْباض بن سارية -رضي الله عنه-، فإن هذا الحديث مشهور به، فليُتنبّه، والله تعالى أعلم.


(١) راجع: "القاموس المحيط" ص ٧٣٩.
(٢) "الفتح" ٩/ ١١٤، كتاب "المغازى" رقم (٤٠٤٢).
(٣) "شرح النوويّ" ١٥/ ٥٩ - ٦٠.