للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بضم أوله، وفتح الفاء والعين، مبنيًّا للمفعول؛ أي: يُظهرهم الله تعالى لي حتى أراهم، وقوله: "ثُمّ لَيُخْتَلَجُنّ" بفتح اللام، وضم التحتانية، وسكون الخاء المعجمة، وفتح المثناة، واللام، وضم الجيم، بعدها نون ثقيلة، مبنيًّا للمفعول أيضًا؛ أي: يُنزَعُون، أو يُجذبون مني، يقال: اختَلَجه منه: إذا نَزَعه منه، أو جذبه بغير إرادته، قاله في "الفتح" (١).

(ثُمَّ لأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ) بالبناء للمفعول؛ أي: تغلبني الملائكة، فتردّهم إلى النار، (فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، أَصْحَابِي)؛ أي: هؤلاء أصحابي، وكرّره للتأكيد؛ أي: فأشفع فيهم، فشفّعني، (فَيُقَالُ) وتقدّم في حديث عائشة -رضي الله عنها- بلفظ: "فيقول"، وعليه فالقائل هو الله -عز وجل-، وأما في هذه الرواية فيَحْتَمل أن يكون هو الله تعالى، أو الملَك، (إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ")؛ أي: من البدع، ومخالفة السُّنَّة، أعمّ من أن يكون موجبًا للردّة، أو للإثم، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٩/ ٥٩٦١ و ٥٩٦٢ و ٥٩٦٣ و ٥٩٦٤] (٢٢٩٧)، و (البخاريّ) في "الرقاق" (٦٥٧٥) و"الفِتَن" (٧٠٤٩)، و (أحمد) في "مسنده" (١/ ٣٨٤ و ٤٠٢ و ٤٠٦ و ٤٠٧ و ٤٢٥ و ٤٣٩ و ٤٥٣ و ٤٥٥ و ٥/ ٣٩٣)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٩/ ١٠٢ و ٩١٢٦)، و (البزّار) في "مسنده" (٥/ ١٠٦ و ١٢٤ و ١٦٤)، و (الشاشيّ) في "مسنده" (٢/ ٤٠ و ٤١ و ٤٢)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّل الكتاب قال:

[٥٩٦٢] (. . .) - (وَحَدَّثَنَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ: "أَصْحَابِي، أَصْحَابِي").

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو: عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان


(١) "الفتح" ١٥/ ١٧١، كتاب "الرقاق" رقم (٦٥٧٦).