للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التين: يريد صنعاء الشام، وتعقّبه الحافظ بأنه لا بُعد في حَمْله على المتبادَر، هو صنعاء اليمن؛ لِمَا تقدم توجيهه، وسيأتي في هذا الباب التقييد بصنعاء اليمن، فلْيُحْمَل المطلق عليه، ثم قال: يَحْتَمِل أن يكون ما بين المدينة وصنعاء الشام قَدْر ما بينها وصنعاء اليمن، وقَدْر ما بينها وبين أيلة، وقدر ما بين جرباء وأَذْرُح. انتهى، قال الحافظ: وهو احتمال مردود، فإنها متفاوتة إلا ما بين المدينة وصنعاء، وبينها وصنعاء الأخرى، والله أعلم (١).

(فَقَالَ لَهُ)؛ أي: لحارثة، (الْمُسْتَوْرِدُ) -بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح المثناة، بعدها واو ساكنة، ثم راء مكسورة، ثم دال مهملة- هو ابن شداد بن عمرو بن حِسْل (٢) -بكسر أوله، وسكون ثانيه، وإهمالهما، ثم لام- ابن الأحنف بن حبيب بن عمرو بن سفيان بن محارب بن دثار القرشيّ الفهريّ الحجازيّ، صحابي ابن صحابي -رضي الله عنهما- شَهِد فتح مصر، وسكن الكوفة، ويقال: مات سنة خمس وأربعين.

رَوَى عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعن أبيه، وعنه أبو عبد الرحمن الْحُبُليّ، وقيس بن أبي حازم، ووقاص بن ربيعة، وعبد الكريم بن الحارث، وعليّ بن رَبَاح، وجُبير بن نُفير بخُلْف فيه، وعبد الرحمن بن جبير، وهانئ بن معاوية الصدفيّ، ومعبد بن خالد في أثناء هذا الحديث، حديث حارثة بن وهب الخزاعيّ، قال ابن يونس: يقال: تُوُفّي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين، وقال مصعب الزبيريّ: مات بمصر في ولاية معاوية -رضي الله عنهم-.

روى له البخاريّ في التعليق (٣)، والمصنّف، والأربعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا الحديث برقم (٢٢٩٨)، وحديث (٢٨٥٨): "والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل. . ."، وحديث (٢٨٩٨): "تقوم الساعة، والروم أكثر الناس. . ."، وأعاده بعده.


(١) "الفتح" ١٥/ ١٨٢، كتاب "الرقاق" رقم (٦٥٩١ - ٦٥٩٢).
(٢) هكذا في "الفتح"، و"تهذيب الكمال"، ووقع في "تهذيب التهذيب" بدله: "ابن حنبل"، والله تعالى أعلم.
(٣) أي: في هذا الموضع فقط.