للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال في "الفتح": وليس له في البخاريّ إلا هذا الموضع، وحديثه مرفوع، وإن لم يصرح به. انتهى (١).

(أَلَمْ تَسْمَعْهُ)؛ أي: النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (قَالَ: "الأَوَانِي؟ " أي: ذكر كثرة أواني حوضه -صلى الله عليه وسلم-. (قَالَ) حارثة (لَا)؛ أي: لم أسمعه ذَكَر ذلك، (قالَ الْمُسْتَوْرِدُ) -رضي الله عنه- نقلًا عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فهو مرفوع، وإن لم يصرّح به، قاله في "الفتح"، وقال في "العمدة": وحديثه مرفوع، وإن لم يصرح به، ويلزم رفعه من قوله: "ألم تسمعه؟ "؛ أي: ألم تسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الأواني فيه تكون كذا وكذا (٢). ("تُرَى) بالبناء للمفعول، (فِيهِ الآنِيَةُ) بالرفع على أنه نائب الفاعل، وقوله: (مِثْلَ الْكَوَاكِبِ" أي: كثرةً وضياءً؛ يعني: أنا سمعته قال ذلك، فقوله: "مثلَ الكواكب" منصوب على الحاليّة، وليس مفعولًا ثانيًّا لـ "تُرَى"؛ لأنها هنا بصريّة، وليس علميّة، فلذا لا تتعدّى إلا إلى واحد، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: قال القاضي عياض -رحمه الله-: قوله: "وترى فيه الآنية مثل الكواكب" كذا رويناه بضم التاء من "تُرَى" باثنتين فوقها، ورواه بعضهم: "يَرِي" بفتح الياء باثنتين تحتها، وكسر الراء، وصوّبه بعضهم، وقال: معناه: تُضيء، وتُشرق، من قولهم: وَرَى الزَّنْدُ: إدا أخرج النار، قال: وهذا بعيد، إنما أراد العَدَد وأنها تُرى في الكثرة ككثرة النجوم، كما جاء مُفَسَّرًا في الحديث الآخر. انتهى (٣).

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث حارثة بن وهب -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه، وأما حديث المستورد -رضي الله عنه- فهو عند مسلم موصول بهذا السند، وأما البخاريّ، فقد علّقه، بعد حديث حارثة، بقوله بعد أن روى الحديث عن عليّ ابن المدينيّ، عن حَرَميّ بن عُمارة، عن شعبة، بسند مسلم هنا، ثم قال: "وزاد ابن أبي عديّ عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن حارثة، سمِعَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: حوضه


(١) "الفتح" ١٥/ ١٨٢، كتاب "الرقاق" رقم (٦٥٩١).
(٢) "عمدة القاري" ٢٣/ ١٤٤.
(٣) "مشارق الأنوار" ١/ ٢٧٧.