وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[٥٩٧٥](. . .) - (وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْد، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَ الْحَوْض، فَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ: هَذَا حَدِيث سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ؟ فَقَالَ: وَسَمِعْتُهُ أيضًا مِنْ شُعْبَةَ، فَقُلْتُ: انْظُرْ لي فِيه، فَنَظَرَ لي فِيه، فَحَدَّثَني بِهِ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (يَحْيَى بْنُ حَمَّادِ) بن أبي زياد الشيبانيّ مولاهم البصريّ، خَتَنُ أبي عوانة، ثقةٌ، عابدٌ، من صغار [٩](ت ٢١٥)(خ م خد ت س ق) تقدم في "الإيمان" ٤١/ ٢٧٢.
والباقون ذُكروا في الباب.
وقوله:(حَدِيثَ الْحَوْضِ) منصوب على أنه مفعول به لـ "حدّثنا"، وهو من كلام محمد بن بشّار، والمعنى: أن يحيى بن حمّاد حدثنا حديث الحوض عن شعبة … إلخ.
وقوله:(فَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ … إلخ) القائل هو محمد بن بشّار، والمعنى أنه يقول لشيخه يحيى بن حماد: هَذَا حَدِيثٌ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ؟، فحدّثتنا به عنه، فكيف حدّثتنا به اليوم عن شعبة؟، فَأجابه قَائلًا: وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا مِنْ شُعْبَةَ، كما سمعته من أبي عوانة. (فَـ) قال ابن بشّار: (قُلْتُ: انْظُرْ لي فِيهِ)؛ أي: تأكّد لي في كونك رويته عن شعبة أيضًا، (فَنَظَرَ لِي فِيهِ)؛ أي: فتأكّد من كونه رواه عنه، (فَحَدَّثَنِي بِهِ)؛ أي: عن شعبة مرّة أخرى، وهذا دليل على شدّة تحرّي محمد بن بشّار في أخذ الحديث عن شيخه، ولا سيّما إذا حصل عنده شكّ، فإن رواية يحيى عن أبي عوانة أوّلًا، ثم عن شعبة ثانيًا يوقع الشك في نسيانه له، فلذلك طلب منه التثبّت حتى يزول الشكّ، فزال، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:
[٥٩٧٦](٢٣٠٢) - (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّام الْجُمَحِي، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ -يَعْنِي: ابْنَ مُسْلِم - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لأذودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا، كمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الإبِلِ").