وإل، وقال: وإيل، وإل اسمان لله تعالى، وجبر، وميك معناه بالسريانية عبد، فتقديره عبد الله، قال أبو علي الفارسيّ: هذا الذي قالوه خطأ من وجهين: أحدهما: إن إيل، وإل لا يْعرفان في أسماء الله تعالى، والثاني: أنه لو كان كذلك لم يتصرف آخر الاسم في وجوه العربية، ولكان آخره مجرورًا أبدًا؛ كعبد الله، قال النوويّ: وهذا الذي قاله أبو عليّ هو الصواب، فإن ما زعموه باطل، لا أصل له.
(واعلم): أن جبريل يقال له: الناموس، بالنون، كما ثبت في "الصحيحين" في حديث المبعث، قال أهل اللغة: الناموس صاحب سرّ الرجل الذي يُطلعه على باطن أمره، وقيل: الناموس صاحب خبر الخير، والجاسوس صاحب خبر الشرّ.
وقد تظاهرت الدلائل على عِظَم مرتبة جبريل -عليه السلام -، قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (٩٨)} [البقرة: ٩٧، ٩٨]، وقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣)} الآية [الشعراء: ١٩٣]، وقال تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥)} [النجم: ٥] المراد بشديد القوى جبريل -عليه السلام -، وقال تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤)} [النجم: ١٣، ١٤] المراد رأى جبريل، هذا قول الجمهور، فرآه النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على صورته، له ستمائة جناح مرتين، وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)} [التكوير: ١٩ - ٢٤]. انتهى كلامِ النوويّ -رحمه الله - (١).
(كَانَ يَلْقَاهُ) - صلى الله عليه وسلم - (فِي كُل سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ)؛ أي: في كل ليلة من ليالي رمضان، بدليل قوله:"حتى ينسلخ"، قال الزمخشريّ: رمضان مصدر رَمِض: إذا احترق من الرمضاء، فأضيف إليه الشهر، وجُعل علمًا، ومُنِع من الصرف؛ للتعريف، والألف والنون، وسَمَّوه بذلك؛ لارتماضهم فيه من حَرّ الجوع،