للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأول؛ لأن قوله: "حتى ينسلخ" بمعنى كل ليلة. انتهى (١).

١٥ - (ومنها): ما قال في "الفتح": وفي الحديث إطلاق القرآن على بعضه، وعلى معظمه؛ لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه، ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير، فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان المذكور، وكان في سنة عشر إلى أن مات النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ربيع الأول سنة إحدى عشرة، ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} الآية [المائدة: ٣]، فإنها نزلت يوم عرفة، والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - بها بالاتفاق، وكأن الذي نزل في تلك الأيام لمّا كان قليلًا بالنسبة لِمَا تقدم اغتُفِر أمر معارضته، فيستفاد من ذلك أن القرآن يُطلق على البعض مجازًا، ومن ثَمّ لا يحنث من حلف لَيَقْرَأنَّ القرآن، فقرأ بعضه، إلا إن قَصَد الجميع. انتهى (٢).

[فائدة]: قال في "الفتح": اختُلِف في العرضة الأخيرة، هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها، أو بحرف واحد منها؟ وعلى الثاني: فهل هو الحرف الذي جَمَع عليه عثمان جميع الناس، أو غيره؟

وقد رَوَى أحمد، وابن أبي داود، والطبريّ من طريق عَبيدة بن عَمْرو السَّلْمانيّ أن الذي جَمَع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة.

ومن طريق محمد بن سيرين، قال: "كان جبريل يعارض النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن … " الحديث نحو حديث ابن عباس، وزاد في آخره: "فيَرَون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة".

وعند الحاكم نحوه من حديث سَمُرة، وإسناده حسن، وقد صححه هو، ولفظه: "عُرض القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَرَضات، ويقولون: إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة".

ومن طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: "أي القراءتين تَرَوْن كان آخر القراءة؟ قالوا: قراءة زيد بن ثابت، فقال: لا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَعْرض القرآن كلَّ سنة على جبريل، فلما كان في السنة التي قُبض فيها عَرَضه عليه


(١) "عمدة القاري" ١/ ٧٦.
(٢) "الفتح" ١١/ ٢١٩.