للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[٥٩٩٧] ( … ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ -وَهُوَ ابْنُ أَبِي بُرْدَةَ- عَنْ أنَسٍ، قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا أَعْلَمُهُ قَالَ لِي قَطُّ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلَا عَابَ عَلَيَّ شَيْئًا قَطُّ).

رجال هذا الإسناد: ستّةٌ:

١ - (زَكَرِيَّاءُ) بن أبي زائدة خالد، ويقال: هُبيرة بن ميمون بن فيروز الْهَمْدانيّ الوادعيّ، أبو يحيى الكوفيّ، ثقةٌ، وكان يدلِّس، وسماعه من أبي إسحاق بأَخَرَة [٦] (ت ٧ أو ٨ أو ١٤٩) (ع) تقدم في "الإيمان" ٨٣/ ٤٤٩.

٢ - (سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ) بن أبي موسى الأشعريّ الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ، وروايته عن ابن عمر مرسلة [٥] (ع) تقدم في "الزكاة" ١٦/ ٢٣٣٣.

والباقون ذُكروا في الباب، وقبل ثلاثة أبواب، و"ابن نُمير" هو: محمد بن عبد الله بن نمير.

وقوله: (تِسْعَ سِنِينَ) تقدّم أنه لا تعارُض بينه وبين ما تقدّم من قوله: "عشر سنين"؛ لإمكان الجمع بأنه كان تسعًا وكسرًا، فمرّةً ألغى الكسر، ومرّةً لم يُلغه، قال النوويّ -رحمه الله-: وأما قوله: "تسع سنين"، وفي أكثر الروايات: "عشر سنين"، فمعناه أنها تسع سنين وأشهُر، فإن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أقام بالمدينة عشر سنين تحديدًا، لا تزيد، ولا تنقص، وخَدَمه أنس في أثناء السنة الأولى، ففي رواية التسع لم يَحْسُب الكسر، بل اعتبر السنين الكوامل، وفي رواية العشر حسبها سنة كاملةً، وكلاهما صحيح، وفي هذا الحديث بيان كمال خُلُقه -صلى الله عليه وسلم-، وحُسن عِشرته، وحلمه، وصَفْحه. انتهى (١).

والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم البحث فيه مستوفًى، ولله الحمد والمنّة.


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ٧١.