للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الغَنَمِ، كلّ قطيع منفرد بِمَرْعًى وراعٍ، وقال الجوهريّ: الغَنَمُ: اسم مؤنث موضوع لجنس الشاء، يقع على الذكور، والإناث، وعليهما، ويُصَغّر، فتدخل الهاء، ويقال: غُنَيْمَةٌ؛ لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين، وصُغِّرت، فالتأنيث لازم لها. انتهى (١).

وقوله: (بَيْنَ جَبَلَيْنِ) متعلّقة بصفة "غنمًا"؛ أي: كائنةً بين جبلين، وفيه إشارة إلى كثرتها، بحيث ملأت ما بين الجبلين، قال النوويّ -رحمه الله-: قوله: "بين جبلين"؛ أي: كثيرة، كأنها تملأ ما بين جبلين (٢).

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: وقوله: "فأعطاه غنمًا بين جبلين"؛ يعني: ملء ما بين جبلين كانا هنالك، وكأن هذا -والله أعلم- يوم حنين؛ لكثرة ما كان هنالك من غنائم الإبل، والبقر، والغنم، والذراريّ، ولأن هذا الذي أعطي هذا القَدْر كان من المؤلَّفة قلوبهم؛ ألا ترى أنه رجع إلى قومه، فدعاهم إلى الإسلام لأجل العطاء. انتهى (٣).

(فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ) لم يُعرفوا، (فَقَالَ: يَا قَوْمِ) تقدّم أنه يجوز فيها ستّة أوجه، جَمَع ابن مالك -رحمه الله- خمسة منها في "الخلاصة" حيث قال:

وَاجَعَلْ مُنَادًى صَحَّ إِنْ يُضَفْ لِيَا … كَعْبِدِ عَبْدِي عَبْدَ عَبْدَا عَبْدِيَا

والسادسُ يَا قومُ بالضمّ، وهو ضعيف.

(أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمّدًا) -صلى الله عليه وسلم-، والفاء للتعليل؛ أي: لأنه (يُعْطِي عَطَاءً) مفعول ثانّ، والأول محذوف؛ أي: شخصًا، و"عطاءً" بالتنوين، فيكون قوله: (لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ)؛ أي: الفقرَ، صفةً له والرابط مقدَّر؛ أي: به، وفي الرواية التالية: "عطاءً ما يخاف الفقر"، وفي رواية ابن حبّان: "عطاءَ مَن لا يخاف الفقر" بالإضافة، ولفظ أحمد: "من لا يخاف الفاقة"، قال ابن القيم -رحمه الله-: وكان فرحه -صلى الله عليه وسلم- بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما أخذه. انتهى (٤)، والله تعالى أعلم.


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٥٥.
(٢) "شرح النوويّ" ١٥/ ٧٢.
(٣) "المفهم" ٦/ ١٠٥.
(٤) "فيض القدير على الجامع الصغير" للمناويّ ٥/ ١٩٠.