للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(يُقَالُ لَهُ)؛ أي: لذلك القين، (أَبُو سَيْفٍ) قال في "الإصابة": كان من الأنصار، وهو زوج أم سيف، مرضعة إبراهيم وَلَد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم ذكر حديث مسلم هذا، ثم قال: وفي رواية البخاريّ: "ودخلنا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على أبي سيف القين، وكان ظئرًا لإبراهيم ابن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأخذه فقبّله … " الحديث.

قال: وقد تقدم في ترجمة البراء بن أوس أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- دفع إبراهيم ولده إلى أم بُردة بنت المنذر زوج البراء بن أوس تُرضعه، وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يأتي إليه، فيزوره، ويَقيل عندها، أخرجه الواقديّ، فإن كان ثابتًا احْتَمَل أن تكون أم بردة أرضعته، ثم تحوّل إلى أم سيف، وإلا فالذي في "الصحيح" هو المعتمد. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قال عياض: أبو سيف هو البراء بن أوس، وأم سيف زوجته، هي أم بردة، واسمها خولة بنت المنذر.

قال الحافظ: جَمَع بذلك بين ما وقع في هذا الحديث الصحيح، وبين قول الواقديّ فيما رواه ابن سعد في "الطبقات" عنه عن يعقوب بن أبي صعصعة، عن عبد الله بن أبي صعصعة، قال: لَمّا وُلد له إبراهيم تنافست فيه نساء الأنصار، أيتهنّ ترضعه، فدفعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد، من بني عديّ بن النجّار، وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد، من بني عديّ بن النجّار أيضًا، فكانت ترضعه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتيه في بني النجّار. انتهى.

قال: وما جَمَع به غير مستبعد، إلا أنه لم يأت عن أحد من الأئمة التصريح بأن البراء بن أوس يكنى أبا سيف، ولا أن أبا سيف يسمى البراء بن أوس. انتهى (٢).

(فَانْطَلَقَ)؛ أي: ذهب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (يَأتِيهِ)؛ أي: يأتي إبراهيم ولده، (وَاتَّبَعْتُهُ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ) وقوله: (وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ) جملة حاليّة من أبي سيف، قال المجد -رحمه الله-: الكير بالكسر: زِقٌّ يَنْفُخُ فيه الحدّاد، وأما الْمَبْنِيّ من


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٧/ ١٩٧.
(٢) "الفتح" ٤/ ٦٣، كتاب "الجنائز" رقم (١٣٠٣).