يَرْجِعُ، قَالَ عَمْرٌو: فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي، وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ، وَاِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكَمِّلَانِ رَضَاعَهُ في الْجَنَّةِ").
رجال هذا الإسناد: ستّةٌ:
١ - (إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ) تقدّم قبل باب.
٢ - (أيُّوبُ) بن أبي تميمة كيسان السَّختيانيّ، تقدّم قريبًا.
٣ - (عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ) القرشيّ الثقفيّ مولاهم، أبو سعيد البصريّ، ثقةٌ [٥](بخ م ٤) تقدم في "الجمعة" ١٥/ ٢٠٠٨.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.
وقوله:(كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ … إلخ) العيال -بكسر العين المهملة-: أهلُ البيت، ومن يمونه الإنسان، الواحد عَيّلٌ، مثلُ: جِيَاب وجَيِّدٍ (١).
وقال النوويّ -رحمه الله-: قوله: "أرحم بالعيال" هذا هو المشهور الموجود في النسخ والروايات، قال القاضي عياض: وفي بعض الروايات: "بالعباد".
وقوله:(كانَ إِبْرَاهِيمُ) ابن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (مُسْتَرْضَعًا لَهُ) بضمّ الميم، وفتح الضاد، يقال: استَرْضَعَ: إذا طلب المرضعة، والمعنى: أنه طُلبت له امرأةٌ تُرضعه، (فِي عَوَالي الْمَدِينَةِ)؛ أي: في القرى التي هي في أعلى المدينة.
وقوله:(فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ)؛ أي: بيت أبي سيف، (وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ) بالبناء للمفعول؛ أي: يمتلأ بالدخان بسبب نفخ أبي سيف بكيره فيه.
وقوله:(وَكَانَ ظِئْرُهُ) قال النوويّ: أما الظئر فبكسر الظاء، مهموزةً، وهي المرضعة وَلَد غيرها، وزوجُها ظئر لذلك الرضيع، فلفظة الظئر تقع على الأنثى والذكر. انتهى.
وقال الفيّوميّ -رحمه الله-: الظِّئْرُ بهمزة ساكنة، ويجوز تخفيفها: الناقة تعطف على وَلَد غيرها، ومنه قيل للمرأة الأجنبية، تَحْضُنُ وَلَد غيرها: ظِئْرٌ، وللرجل الحاضن: ظِئْرٌ أيضًا، والجمع: أَظْآرٌ، مثلُ حِمْلٍ وأَحْمال، وربما جُمِعت