للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يهوديين أتيا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فسألاه عن تسع آيات. . . الحديث، وفي آخره: فقبّلا

يده ورجله قال الترمذيّ: حسن صحيح.

قال الحافظ -رحمه الله-: حديث ابن عمر أخرجه البخاريّ في "الأدب المفرد"، وأبو داود، وحديث أبي لبابة أخرجه البيهقيّ في "الدلائل"، وابن المقرئ، وحديث كعب وصاحبيه أخرجه ابن المقرئ، وحديث أبي عبيدة أخرجه سفيان في "جامعه"، وحديث ابن عباس أخرجه الطبريّ، وابن المقرئ، وحديث صفوان أخرجه أيضًا النسائيّ، وابن ماجه، وصححه الحاكم.

قال: وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقرئ جزءًا في تقبيل اليد، سمعناه، أورد فيه أحاديث كثيرةً وآثارًا.

فمن جَيِّدها حديث الزارع العبديّ، وكان في وفد عبد القيس: "قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا، فنقبّل يد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ورِجله"، أخرجه أبو داود (١)، ومن حديث مزيدة العَصَريّ مثله، ومن حديث أسامة بن شريك: "قال: قمنا إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقبّلنا يده"، وسنده قويّ، ومن حديث جابر أن عمر قام إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقبّل يده، ومن حديث بُريدة في قصة الأعرابيّ والشجرة: "فقال: يا رسول الله ائذن لي أن أقبّل رأسك، ورجليك، فأذن له".

وأخرج البخاريّ في "الأدب المفرد" من رواية عبد الرحمن بن رزين: قال: أخرج لنا سلمة بن الأكوع كفًّا له ضخمة؛ كأنها كف بعير، فقمنا إليها، فقبّلناها.

وعن ثابت أنه قبّل يد أنس، وأخرج أيضًا أن عليًّا قبّل يد العباس، ورِجله، وأخرجه ابن المقرئ، وأخرج من طريق أبي مالك الأشجعيّ قال: قلت لابن أبي أوفى: ناولني يدك التي بايعت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فناوَلنيها، فقبّلتها (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قد ثبت بما ذُكر مشروعيّة تقبيل اليد والرِّجل؛ فإن هذه الأحاديث منها ما هو صحيح حجة بنفسه، ومنها ما هو ضعيف شاهد للصحيح، وإنما كرهه من كرهه كمالك إذا كان للتكبّر والتعظيم، كما سبق عن


(١) حديث حسن، رواه أبو داود.
(٢) "الفتح" ١١/ ٥٧.