للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"في رواية فضيل: عن ابن شهاب" فزاده إشكالًا، والصواب ما ذكرناه، وإنما أراد أن فُضيلًا زاد في روايته "ابن شهاب" على قول غيره: محمد فقط، وعلى الصواب ذَكَره البخاريّ في "كتاب التفسير"، وفي "الهجرة". انتهى (١).

وقوله: (كِلَاهُمَا عَنْ مَنْصُورٍ) ضمير التثنية لجرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض.

[تنبيه]: يوجد في هامش النسخة الهنديّة ما نصّه: قال أبو أحمد: حدّثنا أبو العبّاس السّرّاج، حدّثنا عبد الله بن عمران العابديّ، حدّثنا فُضيل بن عياض بهذا الحديث. انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: الظاهر أن أبا أحمد هو الجلوديّ، تلميذ أبي إسحاق النيسابوريّ تلميذ مسلم، وغرضه أنه روى هذا الحديث من غير طريق مسلم عاليًّا بدرجة، حيث كان بينه وبين فُضيل من طريق مسلم ثلاث وسائط: أبو إسحاق، ومسلم، وأحمد بن عبدة، فلمّا رواه عن أبي العبّاس السرّاج صار بينه وبين فضيل واسطتان فقط: أبو العبّاس، وعبد الله بن عمران، فلذلك ذَكَره هنا؛ لميّزة العلوّ، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

[تنبيه آخر]: رواية جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر، ساقها إسحاق بن راهويه -رحمه اللهُ- في "مسنده"، فقال:

(٨١٣) - أخبرنا جرير، عن منصور، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثْمًا، ولا انتَصَر لنفسه من مظلمة، ما لم يكن مُحَرَّمًا، فإذا كان محرمًا اشتدّ غضبه عند ذلك". انتهى (٢).

ورواية فُضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر، ساقها أبو يعلى -رَحمه اللهُ- في "مسنده"، فقال:

(٤٤٥٢) - حدّثنا العباس بن الوليد النَّرْسيّ، حدّثنا فُضيل بن عياض، عن منصور، عن محمد بن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منتصرًا من ظُلامة ظُلِمها قطّ، إلا أن يُنْتَهَك من محارم الله


(١) "مشارق الأنوار" ٢/ ٣٧٧ - ٣٧٨.
(٢) "مسند إسحاق بن راهويه" ٢/ ٢٩٤.