للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نافية، (شَمِمْتُ) بكسر الميم الأُولى، وفَتْحها، يقال: شمِمتُ الشيءَ أشمّه، من باب تَعِبَ، وشَمَمْتُهُ أَشُمُّهُ، من باب قَتَل لغةٌ، واشْتَممتُ مثلُ شَممتُ، قاله الفيّوميّ (١). (عَنْبَرًا) قال الفيّوميّ: فَنْعَلٌ، فالنون عنده زائدة، وقال غيره: فَعْلَلٌ، فهي عنده أصليّة، وهو طِيب معروف، يُذكّر، ويؤنّث، فيقال: هو العنبر، وهي العنبر (٢)، وقال المجد -رحمه اللهُ-: العنبر كجَعْفَر، من الطيب: رَوْث دابّة بحريّة، أو نَبْعُ عين فيه، ويؤنّث (٣)، وقوله: (قَطُّ) تقدّم فيها خمس لغات، وهي لنفي الماضي، (وَلَا) شممت (مِسْكًا) بكسر الميم، وسكون السين المهملة: طِيب معروفٌ، وهو معرّبٌ، والعرب تسمّيه المشموم، وهو عندهم أطيب الطيب (٤). (وَلَا) شممت (شَيْئًا) تعميم بعد تخصيص، (أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَلَا) نافية، (مَسِسْتُ) بكسر السين الأولى، وفَتْحها، يقال: مسِسته، من باب تَعِبَ، وفي لغة من باب قَتَلَ: إذا أفضى إليه بيده من غير حائل (٥)، وقال المجد -رَحمه الله-: مَسِسته بالكسر أَمَسّه مَسًّا، ومسِيسًا، ومِسِّيسَى؛ كخِلِّيفَى، ومَسَسْتُهُ؛ كنصرته، وربّما قيل: مِسْته بحذف السين؛ أي: لَمَسته. انتهى.

وقوله: "وربما قيل: مِسْته بحذف السين"؛ أي: مع كسر الميم، وفتحها، وهذا هو الذي أشار إليه ابن مالك في "الخلاصة" حيث قال:

وَظَلْتُ ظِلْتُ فِي ظَلِلْتُ اسْتُعْمِلَا … وَقِرْنَ فِي اقْرِرْنَ وَقَرْنَ نُقِلَا

(شَيْئًا قَطُّ، دِيبَاجًا) بكسر الدال المهملة، وحُكِي فتحها، وقال أبو عبيدة: الفتح مولَّد؛ أي: ليس بعربيّ، قاله في "الفتح"، وقال الفيّوميّ -رَحمه اللهُ-: الدِّيبَاجُ: ثوبٌ سَدَاه ولُحْمَته إِبْرَيْسَمٌ، ويقال: هو معرَّبٌ، ثم كثر، حتى اشتَقَّت العرب منه، فقالوا: دَبَجَ الغيثُ الأرضَ دَبْجًا، من باب ضرب: إذا سقاها، فأنبتت أزهارًا مُختلفةً؛ لأنه عندهم اسم لِلْمُنَقَّشِ، واختُلِف في الياء، فقيل: زائدة، ووزنه فِيعَالٌ، ولهذا يُجمع بالياء، فيقال: دَبَابِيجُ، وقيل: هي أصل، والأصل دَبَّاجٌ، بالتضعيف، فأُبدل من أحد المضعَّفَين حرف العلة، ولهذا يُرَدّ في الجمع


(١) "المصباح المنير" ١/ ٣٢٣.
(٢) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٣٩٠.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٩١٥.
(٤) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٥٧٣.
(٥) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٥٧٢.