للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اثنان وثلاثون ولدًا، منهم أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أحد الفقهاء السبعة على قول، وليس في الصحابة الحارث بن هشام إلا هذا، وإلا الحارث بن هشام الجُهَنِيّ، روى عنه المصريون، ذكره ابن عبد البر. قاله في "العمدة" (١).

(سَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-) قال في "الفتح": هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، فيَحْتَمِل أن تكون عائشة -رضي الله عنها- حضرت ذلك، وعلى هذا اعتَمَد أصحاب الأطراف، فأخرجوه في مسند عائشة -رضي الله عنها-.

ويَحْتَمِل أن يكون الحارث أخبرها بذلك بعدُ، فيكون من مرسل الصحابة، وهو محكوم بوصله عند الجمهور، وقد جاء ما يؤيد الثاني، ففي "مسند أحمد"، و"معجم البغويّ"، وغيرهما، من طريق عامر بن صالح الزبيريّ، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث بن هشام، قال: سألت. . . قال الحافظ: وعامر فيه ضَعفٌ، لكن وجدت له متابعًا عند ابن منده، والمشهور الأول. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي كونه من مسند عائشة -رضي الله عنها- هو الأقرب، كما عليه أصحاب الأطراف، فلا ينبغي ترجيح خلافه برواية ضعيفة، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(كيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟) مقول لقول مقدَّر؛ أي: قائلًا: "كيف يأتيك الوحي؟ ". وفي رواية البخاري: "فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ ".

ثم إنه يَحْتَمِل أن يكون المسؤول عنه صفة الوحي نفسه، ويَحْتَمِل أن يكون صفة حامله، أو ما هو أعمّ من ذلك، وعلى كل تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز؛ لأن الإتيان حقيقةٌ مِنْ وَصْف حامله، قاله في "الفتح" (٣).

وقال السنديّ -رحمه اللهُ-: ظاهره أن السؤال عن كيفية الوحي نفسه، لا عن كيفية المَلَك الحامل له، ويدل عليه أول الجواب، لكن آخر الجواب يميل إلى


(١) "عمدة القاري" ١/ ٤٩.
(٢) "الفتح" ١/ ٥٢، كتاب "بدء الوحي" رقم (٢).
(٣) "الفتح" ١/ ٤٧، كتاب "بدء الوحي" رقم (٢).