للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفتحها، وضمّها، وسكونها بمعنى واحد، وهو الذي في شعره تكسّر يسير، ويؤيّد ما صحّ في بعض النُّسخ بكسر الجيم، وسكونها، وحينئذ لا يحتاج إلى توطئة الخبر، وكأن هذا المعنى أصوب؛ إذ لا يليق بحال الصحابيّ أن يصف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بكونه رجلًا بالمعنى المتبادر منه، ولم يُسمع في غير هذا الخبر ذكر أحد من الصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعنوان كان رجلًا، بل الظاهر أنه من زيادات بعض الرواة، ممن دون الصحابيّ، لكن الطعن في الرواة مستبعد؛ والأحسن أن يُحمل على المعنى المرادف، أو على المتعارف، ويراد به كامل الرجوليّة، أو موطئ للخبر، وهو كثير في العرف، يقال: فلان رجل كريمٌ، وقد جاء في القرآن قوله تعالى: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [النمل: ٥٥]، فقوله: "مربوعًا": صفة لـ "رجلًا" على هذا المعنى، وخبر آخر لـ "كان" على ذلك المعنى، وكذا إعراب قوله: "بعيد ما بين المنكبين". انتهى منقولًا من "جمع الوسائل" باختصار وتصرّف (١).

(مَرْبُوعًا)؛ أي: بين الطويل والقصير، يقال: رجل رَبْعَةٌ، ومربوع.

وقال النوويّ: قوله كان "مربوعًا" هو بمعنى قوله في الرواية الثانية: "ليس بالطويل، ولا بالقصير". انتهى (٢).

(بَعِيدَ) قيل: رُويَ مكبرًا، ومصغّرًا (٣). (مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ)؛ أي: عريض أعلى الظهر، ووقع في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند ابن سعد: "رَحْبَ الصدر"، قاله في "الفتح" (٤).

وقال المناويّ: قوله: "المنكبين": تثنية منكب: مُجتمع عظم العضد والمنكب، وهو لفظ مشترك يُطلق على ما ذُكِر، وعلى المحل المرتفع من الأرض، وعلى ريشة من أربع في جناح الطير. انتهى (٥).

(عَظِيمَ الْجُمَّةِ) -بضم الجيم-، قيل: الجمة أكبر من الوَفْرة، وذلك إذا سقطت على المنكبين، والوفرة إلى شحمة الأذن، واللِّمّة بينهما تُلِمّ بالمنكبين،


(١) راجع: "هامش النسخة التركيّة" ٧/ ٨٣.
(٢) "شرح النوويّ" ١٥/ ٩١.
(٣) "تحفة الأحوذيّ" ٥/ ٣١٩.
(٤) "الفتح" ٨/ ٢١١، كتاب "المناقب" رقم (٣٥٥١).
(٥) "فيض القدير" ٥/ ٧٨.