للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قاله في "المشارق" (١).

وقال ابن منظور: الْجُمّة بالضم: مُجتَمَع شعر الرأس، وهي أكثر من الْوَفْرة، وقال أيضًا: الجمة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين. انتهى (٢).

(إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ) قال ابن الأثير -رحمه الله-: شحمة الأذن: موضع خرق القُرْط، وهو ما لان من أسفلها. انتهى (٣).

وقال النوويّ -رحمه الله-: قوله: "عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه"، وفي رواية: "ما رأيت من ذي لِمّة أحسن منه"، وفي رواية: "كان يضرب شعره منكبيه"، وفي رواية: "إلى أنصاف أذنيه"، وفي رواية: "بين أذنيه وعاتقه".

قال أهل اللغة: الجمة أكثر من الوفرة، فالجمة: الشعر الذي نزل إلى المنكبين، والوفرة: ما نزل إلى شحمة الأذنين، واللِّمّة: التي ألمت بالمنكبين.

قال القاضي عياض -رحمه الله-: والجمع بين هذه الروايات أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه، وهو الذي بين أذنيه وعاتقه، وما خَلْفه هو الذي يضرب منكبيه، قال: وقيل: بل ذلك لاختلاف الأوقات، فإذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب، وإذا قصّرها كانت إلى أنصاف الأذنين، فكان يقصّر ويطوّل بحَسَب ذلك، والعاتق ما بين المنكب والعنق، وأما شحمة الأذن فهو اللين منها في أسفلها، وهو مُعَلَّق القُرْط منها، وتُوَضِّح هذه الروايات رواية إبراهيم الحربيّ: "كان شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوق الْوَفْرة ودون الْجُمّة". انتهى (٤).

(عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ)، ومثله في حديث أبي جحيفة -رضي الله عنه-، ولأبي داود من حديث هلال بن عامر عن أبيه: "رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب بمنى على بعير، وعليه بُرْد أحمر"، وإسناده حسنٌ، وللطبراني بسند حسن، عن طارق المحاربيّ نحوه، لكن قال: "بسوق ذي المجاز".

قال في "العمدة": "الْحُلَّة" -بالضمّ-: ثوبان: إزار ورداء، وقيل: أن يكون ثوبين من جنس واحد، سُمِّيا بذلك؛ لأن كل واحد منهما يَحُلّ على الآخر، وقيل: أصل تسميتها بهذا إذا كان الثوبان جديدين، ما حُلّ طيّهما،


(١) "مشارق الأنوار" ١/ ١٥٣.
(٢) "لسان العرب" ١٢/ ١٠٧.
(٣) "النهاية في غريب الأثر" ٢/ ٤٤٩.
(٤) "شرح النوويّ" ١٥/ ٩١ - ٩٢.