للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (أَبُو كُرَيْبٍ) محمد بن العلاء، تقدّم قبل باب.

٣ - (وَكِيعُ) بنَ الجرّاح الرؤاسيّ، تقدّم قريبًا.

٤ - (سُفْيَانُ) بن سعيد الثوريّ، تقدّم أيضًا قريبًا.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (مِنْ ذِي لِمَّةٍ) بكسر اللام، وتشديد الميم، قال الجزريّ في "النهاية": الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين، واللِّمة من شعر الرأس دون الجمة، سُمّيت بذلك؛ لأنها ألمَّت بالمنكبين، والوفرة من شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن. انتهى (١).

وقوله: (أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) قال المجد: الحلة بالضم: إزار ورداء، بُرْدٌ أو غيره، ولا يكون حلة إلا من ثوبين، أو ثوب له بطانة. انتهى (٢).

وفي رواية النسائيّ: "ما رأيت أحدًا أحسن فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وقلت في "شرحي": الظاهر أن الجارّ والمجرور حال من "رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وهذا بيان الحال التي رآه عليها، متفكّرًا في جماله، ويَحْتَمِل أنه حال من "أحد"؛ لكونه في حيّز النفي، فصحّ وقوعه ذا حال، أو متعلّق بـ "رأيت"، لا لكون الرؤية كانت في الحلّة، بل لكون مفعولها كان في الحلّة، حال الرؤية، مثلُ: رأيت زيدًا في المسجد، ومثله كثير.

وقوله: (شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ)، ولفظ النسائيّ: "وَجُمَّتُهُ تَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ" بضم الجيم، وتشديد الميم قال الفيّوميّ: الجمّة من الإنسان: مُجتمع شَعْر ناصيته، يقال: هي التي تبلغ المنكبين، والجمع جُمَم، مثل غُرْفة وغُرَف. انتهى. وفي رواية البخاريّ من طريق شعبة، عن أبي إسحاق: "له شعر يبلغ شحمة أذنيه"، وهو مغاير لهذه الرواية، وجُمع بينهما بأن المراد: أن معظم شعره، كان عند شحمة أذنه، وما استرسل منه متّصل إلى المنكب، أو يُحمل على حالتين. وقد وقع نظير ذلك في حديث أنس الآتي من رواية قتادة عنه أن شعره: "كان بين أذنيه وعاتقه"، وفي حديث حميد، عن ثابت، عنه: "إلى أنصاف أذنيه"، ومثله عند الترمذيّ من رواية ثابت عنه. وعند ابن سعد من


(١) "تحفة الأحوذيّ" ٥/ ٣١٨.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٣١٥.