للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال السهيليُّ في "الرَّوْض": هو حُنَّانٌ بضم، فتشديدٍ، جُمع على غيرِ قياسٍ، ثم قال: وهي عندي لغةٌ في الحِنَّاءِ، لا جمعٌ، وأنشد البيت، ونُقِل عن الفرَّاء: الحِنَّان بالكسر، مع التشديد. انتهى (١).

(وَالْكَتَمِ) بفتحتين: نبتٌ فيه حمرة، يُخلَطُ بالْوَسْمَة، ويُختضَبُ به للسواد، وفي كتب الطبّ: الكتم من نبات الجبال، ورقه كورق الآس، يُخضب به مدقوقًا، وله ثمرٌ كقدر الْفُلفُل، ويسوَدُّ إذا نضج، وقد يُعتصر منه دهنٌ، يُستصبح به في البوادي. قاله الفيّوميّ.

وقال السنديّ -رحمه الله-: "الكتم" بكاف، وتاء مثنّاة من فوقُ، مفتوحتين، والمشهور تخفيف التاء، وبعضهم يُشدّدها: نبت يُخلط بالحنّاء، ويُخضَبُ به الشعر، ثم قيل: المراد ها هنا استعمال كلّ منهما بالانفراد؛ لأن اجتماعهما يحصل به السواد، وهو منهيّ عنه، ويَحْتَمِل أن المراد: المجموع، والنهي عن السواد الخالص، والله تعالى أعلم. انتهى.

وقال في "العون": الكتم -بفتحتين-: نبات باليمن، يخرج الصبغ أسود يميل إلى الحمرة، وصبغ الحناء أحمر، والصبغ بهما معًا يخرج بين السواد والحمرة (٢).

وفي رواية مسلم التالية من حديث أنس -رضي الله عنه-: قال: "واختَضَب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب عمر بالحناء بَحْتًا"؛ أي: منفردًا، وهذا يُشعر بأن أبا بكر كان يجمع بينهما دائمًا.

قال الإمام ابن الأثير: الكتم هو نبت يُخلط مع الوَسِمَة، ويُصبغ به الشعر أسود، وقيل: هو الوسمة، ومنه الحديث: "إن أبا بكر كان يصبغ بالحناء والكتم"، ويُشبه أن يراد به استعمال الكتم مفردًا عن الحناء، فإن الحناء إذا خُضب به مع الكتم جاء أسود، وقد صح النهي عن السواد، ولعل الحديث بالحناء، أو الكتم، على التخيير، ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم.

وقال أبو عبيد: "الكتم": مشددة التاء، والمشهور التخفيف، و"الوسمة" -


(١) "تاج العروس" ١/ ١٠٣ - ١٠٤.
(٢) "عون المعبود" ١١/ ١٧٣.