للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (ومنها): ما قال في "الفتح": قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: اتفقت الأحاديث الثابتة على أن خاتم النبوة كان شيئًا بارزًا أحمر عند كتفه الأيسر، قَدْره إذا قُلِّل قَدْر بيضة الحمامة، وإذا كُبِّر جُمْع اليد، والله أعلم.

ووقع في حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم: "أن خاتم النبوة كان بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى"، وفي حديث عباد بن عمرو عند الطبراني: "كأنه ركبة عنز على طرف كتفه الأيسر"، ولكن سنده ضعيف.

قال العلماء: السر في ذلك أن القلب في تلك الجهة، وقد ورد في خبر مقطوع أن رجلًا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان، فرأى الشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه الأيسر حذاء قلبه، له خرطوم كالبعوضة، أخرجه ابن عبد البرّ بسند قويّ إلى ميمون بن مهران، عن عمر بن عبد العزيز، فذكره، وذكره أيضًا صاحب "الفائق" في مصنفه في "م ص ر"، وله شاهد مرفوع عن أنس، عند أبي يعلى، وابن عديّ، ولفظه: "أن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم. . ." الحديث، وأورد ابن أبي داود في "كتاب الشريعة" من طريق عروة بن رُويم: "أن عيسى -عَلَيْهِ السَّلامُ- سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم، قال: فإذا برأسه مثل الحية، واضع رأسه على تمرة (١) القلب، فإذا ذكر العبد ربه خنس، وإذا غفل وسوس".

قال السهيليّ: وُضِع خاتم النبوة عند نغض كتفه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه معصوم من وسوسة الشيطان، وذلك الموضع يدخل منه الشيطان. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّلَ الكتاب قال:

[٦٠٧٠] (٢٣٤٦) - (حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -يَعْنِي: ابْنَ زَيْدٍ- (ح) وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ (ح) وَحَدَّثَنِي حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ -وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ -يَعْنِي:


(١) كذا النسخة "تمرة" بالتاء، والظاهر أنه بالثاء.
(٢) "الفتح" ٨/ ١٩٩، كتاب "المناقب" رقم (٣٥٤١).