للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والرَّجِلُ هو الوسط بين ذينك. انتهى (١).

ولفظ البخاريّ: "ليس بجعدٍ قَطَطٍ، ولا سَبِطِ"، قال في "الفتح": بفتح أوله، وكسر الموحّدة، والجعودة في الشعر: أن لا يتكسر، ولا يسترسل، والسبوطة ضدّه، فكأنه أراد أنه وسط بينهما.

ووقع في حديث عليّ عند الترمذيّ، وابن أبي خيثمة: "ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، كان جَعْدًا، رجِلًا"، وقوله: "رجل" بكسر الجيم، ومنهم من يسكّنها؛ أي: مُتَسَرِّح، وهو مرفوع على الاستئناف؛ أي: هو رَجِل، ووقع عند الأصيليّ بالخفض، وهو وَهَمٌ؛ لأنه يصير معطوفًا على المنفيّ، وقد وُجِّه على أن خفضه على المجاورة، وفي بعض الروايات بفتح اللام، وتشديد الجيم، على أنه فعل ماض. انتهى (٢).

(بَعَثَهُ اللهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً)؛ أي: من مولده -صلى الله عليه وسلم-؛ أي: عند كمالها بعثه الله رسولًا، وهذا هو أكثر الأقوال، وقد جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أنه بُعِث على رأس ثلاث وأربعين سنة، وهو قول سعيد بن المسيِّب، قاله القرطبيّ (٣).

ولفظ البخاريّ: "أُنزل عليه، وهو ابن أربعين"، قال في "الفتح": وهذا إنما يتمّ على القول بأنه بُعِث في الشهر الذي وُلد فيه، والمشهور عند الجمهور أنه وُلد في شهر ربيع الأول، وأنه بُعث في شهر رمضان، فعلى هذا يكون له حين بُعث أربعون سنة ونصفٌ، أو تسع وثلاثون ونصفٌ، فمن قال: أربعين ألغى الكسر، أو جَبَر، لكن قال المسعوديّ وابن عبد البرّ: إنه بُعث في شهر ربيع الأول، فعلى هذا يكون له أربعون سنة سواءً، وقال بعضهم: بُعِث، وله أربعون سنةً وعشرة أيام، وعند الجعابيّ: أربعون سنة وعشرون يومًا، وعن الزبير بن بكار أنه وُلد في شهر رمضان، وهو شاذّ، فإن كان محفوظًا، وضُمَّ إلى المشهور أن المبعث في رمضان، فيصحّ أنه بُعث عند إكمال الأربعين


(١) "المفهم" ٦/ ١٣٩.
(٢) "الفتح" ٨/ ٢٠٨، كتاب "المناقب" رقم (٣٥٤٨).
(٣) "المفهم" ٦/ ١٣٩.