للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (ومنها): بيان انقطاع الوحي عن رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {اقْرَأْ}.

٢ - (ومنها): جواز تحدّث الإنسان بما حصل له من المِحن بعد زوالها؛ شكرًا لله تعالى.

٣ - (ومنها): بيان أن أوّل ما نزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)} [المدثر: ١] بعد نزول {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: ١]، وهذا هو الصواب؛ لأن حديث عائشة - رضي الله عنها - نصّ صريح في ذلك.

٤ - (ومنها): جواز رفع البصر إلى السماء عند وجود حادث من قبلها، وقد ترجم له البخاريّ في "كتاب الأدب"، ويدل عليه قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨)} [الغاشية: ١٧ - ١٨]، فقد حثّ الله - سبحانه وتعالى - على النظر إلى السماء، والتفكّر فيها.

وفيه ردّ على من كره ذلك، كما أخرجه الطبريّ عن إبراهيم التيميّ، وعن عطاء السلميّ أنه مكث أربعين سنة لا ينظر إلى السماء تخشّعًا، وهذا تنطّع غير مرضيّ، فإن هدي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خلافه، فقد كان يرفع رأسه إلى السماء كما في هذا الحديث، وكما في رفعه عند قراءته - صلى الله عليه وسلم - في الليل لآية {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: ١٦٤] الآيات، وغير ذلك، ويُعتذر عن عطاء وغيره بأنه لم تصل إليه هذه السنّة، والله تعالى أعلم.

نعم يُستثنى من ذلك رفع البصر إلى السماء في الصلاة؛ لثبوت النهي عنه، فقد أخرج البخاريّ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما بال أقوام يَرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم"، فاشتَدّ قوله في ذلك حتى قال: "لَيَنْتَهُنّ عن ذلك، أو لَتُخطَفَنّ أبصارهم".

وأخرج المصنّف، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَيَنْتَهِيَنّ أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء، أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارهم".

ورَوَى ابن السنيّ بإسناد ضعيف، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "أُمِرنا أن لا نُتْبع أبصارنا الكواكب إذا انقَضَّت".