للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (ومنها): كرامة جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - حيث يقدر أن يجلس على كرسيّ في الهواء دون أن يكون تحته شيء من الأعمدة ونحوها.

٦ - (ومنها): ما قال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: في هذا الحديث تحقيقُ العلم بتصوّر الملائكة على صور مختلفة، وإقدار الله تعالى لهم على التركيب في أيّ شكل شاؤوا من صُور بني آدم وغيرها، وأن لهم صُوَرًا في أصل خِلْقتهم مخصوصة بهم، كلّ منهم على ما خُلق عليه وشُكّل. انتهى (١).

٧ - (ومنها): بيان كيفيّة معالجة من أصابه فزع، وهو أن يلفّف بالثوب، ويُصبّ عليه ماء بارد، حيث قال - صلى الله عليه وسلم - في رواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة الآتية: "فَدَثَّرُوني، فصبّوا عليّ ماءً باردًا".

٨ - (ومنها): جواز مناداة الشخص بما هو متلبّسٌ به، كأن يكون نائمًا، فيقال له: يا نائم، كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)} [المدثر: ١]، وقال: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١)} [المزمل: ١]، فقد نادى الكريم - سبحانه وتعالى - حبيبه - صلى الله عليه وسلم - بما تلبّس به، وعَبّر عنه بصفته ملاطفة في الخطاب، ولم يقل: يا محمد، ويا فلان؛ ليستشعر اللِّين والملاطفة من ربه، ومثله قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه -؛ إذ نام في المسجد: "قُمْ أبا تراب"، وكان خرج مغاضِبًا لفاطمة - رضي الله عنها -، فسقط رداؤه، وأصابه ترابه، وقصّته في "الصحيحين"، ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة - رضي الله عنه - ليلة الخندق: "قُمْ يا نَومان"، وقصته في "صحيح مسلم".

٩ - (ومنها): وجوب القيام بالدعوة إلى الله تعالى، وإنذار المعرضين وتبشير المطيعين.

١٠ - (ومنها): وجوب التكبير في الصلاة، كما حَمَل عليه بعض العلماء قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣)} [المدثر: ٣].

١١ - (ومنها): وجوب تطهير الثياب للصلاة، وقد استدلّ الإمام الشافعيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وغيره على ذلك بقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} [المدثر: ٤]، وقال ابن سيرين، وابن زيد: لا تصلّ إلَّا في ثوب طاهر، قال القرطبيّ:


(١) "إكمال المعلم" ١/ ٦٥٢.