للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد أشار الحافظ العراقيّ رَحِمَهُ اللهُ إلى ما تقدّم في "ألفيّة السيرة"، حيث قال:

مُحَمَّدٌ مَعَ الْمُقَفِّي أَحْمَدَا … الْحَاشِرُ الْعَاقِبُ وَالْمَاحِي الرَّدَى

وَهْوَ الْمُسَمَّى بِنَبِيِّ الرَّحْمَةِ … في "مُسْلِمٍ" وَبِنَبِيِّ التَّوْبَةِ

وَفِيهِ أَيْضًا بِنَبِيّ الْمَلْحَمَهْ … وَفِي رِوَايَةٍ نَبيُّ الْمَرْحَمَهْ

طَهَ وَيَاسِينُ مَعَ الرَّسُولِ … كَذَاكَ عَبْدُ اللَّهِ فِي التَّنْزِيلِ

وَالْمُتَوَكِّلُ النَّبِي الأُمِّي … وَالرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ أَيَّ رُحْمِ

وَشَاهِدًا مُبَشِّرًا نَذِيرَا … كَذَا سِرَاجًا صِلْ بِهِ مُنِيرَا

كَذَا بِهِ الْمُزَّمّلَ الْمُدَّثِّرَا … وَدَاعِيَا لِلَّهِ وَالْمُذَكِّرَا

وَرَحْمَةً وَيعْمَةً وَهَادِي … وَغَيْرُهَا تَجِل عَنْ تَعْدَادِ

وَقَدْ وَعَى ابْنُ الْعَرَبِيِّ سَبْعَهْ … مِنْ بَعْدِ سِتِّينَ وَقِيلَ تِسْعَهْ

مِنْ بَعْدِ تِسْعِينَ وَلابْنِ دِحْيَةِ … الْفَحْصُ يُوفِيهَا ثَلَاثَمِائَةِ

وَكَوْنُهَا أَلْفًا فَفِي الْعَارِضَةِ … ذَكَرَهُ عَنْ بَعْضِ الصُّوفِيَّةِ

قال الجامع عفا الله عنه: في بعض ما قاله نظرٌ لا يخفى؛ كعدّه "طه"، و"ياسين"؛ إذ ليس عليهما دليل، وكذا ما قاله ابن دحية، وما ذكره عن بعض الصوفيّة، يحتاج إلى دليل، فتنبّه، ولا تكن أسير التقليد، والله تعالى أعلم.

(المسألة الرابعة): سبب قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لي خمسة أسماء … إلخ"، ما أخرجه الطبرانيّ في "المعجم الكبير" بسنده عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال أبو جهل بن هشام حين قدم مكة مُنْصَرفًا عن حمزة: يا معشر قريش، إن محمدًا قد نزل يثرب، وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئًا، فاحذروا أن تمروا طريقه، وأن تقاربوه، فإنه كالأسد الضاري، إنه حَنِقٌ عليكم، نفيتموه نفي القردان على المناسم، والله إن له لسحرة، ما رأيته قط ولا أحدًا من أصحابه إلا رأيت معهم الشياطين، وإنكم قد عرفتم عداوة بني قيلة، فهو عدوّ استعان بعدوّ، فقال له مطعم بن عديّ: يا أبا الحكم، والله ما رأيت أحدًا أصدق لسانًا، ولا أصدق موعدًا من أخيكم الذي طردتم، فإذا فعلتم الذي فعلتم، فكونوا أكفّ الناس عنه، فقال أبو سفيان بن الحارث: كونوا أشدّ ما كنتم عليه، فإن بني قيلة إن ظَفِروا بكم لم