قال الجامع عفا الله عنه: يَحْتَمِل أن "الزهريّ" فاعلًا لـ "قال"، وجملة "أحفظه … إلخ" معترضة بين الفعل والفاعل؛ للتأكيد، والمعنى: أحفظ هذا الحديث حفظًا مُتقنًا؛ كحفظي "بسم الله الرَّحمن الرحيم"، وهو غاية قوّة حفظه.
ويَحْتَمل أن يكون فاعلإ قال" ضمير سفيان، وجملة "أحفظه … إلخ" مقول القول، وقوله: "الزهريّ" فاعل لمحذوف اختصارًا؛ أي: حَدَّثَنَا الزهريّ، وهذا الوجه أقرب.
ووقع في رواية أبي يعلى في "مسنده" بلفظ: "حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، قال: أحفظ كما أحفظ بسم الله الرَّحمن الرحيم، عن الزهريّ … إلخ"، وهو واضح، والله تعالى أعلم.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أَوَّلَ الكتاب قال:
١ - (حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى) بن حرملة بن عِمران، أبو حفص التُّجِيبيّ المصريّ، صاحب الشافعيّ، صدوقٌ [١١](ت ٣ أو ٢٤٤)(م س ق) تقدم في "المقدمة" ٣/ ١٤.
٢ - (ابْنُ وَهْبٍ) هو: عبد الله بن وهب بن مسلم القرشيّ مولاهم، أبو محمد المصريّ الفقيه، ثقةٌ حافظٌ عابدٌ [٩](ت ١٨٧) وله اثنتان وسبعون سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" ٣/ ١٠.