للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال النوويّ: وهذا الذي قالاه، من اشتراك جميع الأنبياء فيها يحتاج إلى نقل صحيح.

قال الجامع عفا الله عنه: سيأتي ما يُثبت ذلك من النقل - إن شاء الله تعالى - قريبًا.

قال ابن دُرَيد: اشتقاق البراق من البَرْق - إن شاء الله تعالى - يعني: لسرعته، وقيل: سُمِّي بذلك؛ لشدة صفائه، وتلألئه، وبريقه، وقيل: لكونه أبيض.

وقال القاضي عياض: يحتمل أنه سمِّي بذلك؛ لكونه ذا لونين، يقال: شاة بَرْقاء، إذا كان في خلال صوفها الأبيضِ طاقاتٌ سُودٌ، قال: ووُصف في الحديث بأنه أبيض، وقد يكون من نوع الشاة البَرْقاء، وهي معدودة في البيض، والله تعالى أعلم (١).

وقال في "الفتح": و"البُرَاق" - بضم الموحدة، وتخفيف الراء -: مشتقّ من البَريق، فقد جاء في لونه أنه أبيض، أو من البَرق؛ لأنه وصفه بسرعة السير، أو من قولهم: شاةٌ بَرْقاء: إذا كان خلال صوفها الأبيض طاقات سُودٌ، ولا ينافيه وصفه في الحديث بأن البراق أبيض؛ لأن البرقاء من الغنم معدودة في البياض، ويحتمل أن لا يكون مشتقًّا. انتهى (٢).

[تنبيه]: قيل: الحكمة في الإسراء به - صلى الله عليه وسلم - راكبًا، مع القدرة على طيّ الأرض له إشارة إلى أن ذلك وقع تأنيسًا له بالعادة في مقام خرق العادة؛ لأن العادة جرت بأن الملك إذا استَدْعَى من يختص به يَبْعَث إليه بما يركبه (٣).

(وَهُوَ) أي: البراق (دَابَّةٌ أَبْيَضُ) ذكّر وصفه باعتبار كونه مركوبًا، أو نظرًا للفظ البراق.

والحكمة في كونه بهذه الصفة الإشارة إلى أن الركوب كان في سِلْم وأَمْن، لا في حرب وخوف، أو لإظهار المعجزة بوقوع الإسراع الشديد بدابة لا توصف بذلك في العادة.


(١) "شرح النوويّ" ٢/ ٢١٠ - ٢١١.
(٢) "الفتح" ٧/ ٢٤٦.
(٣) "الفتح" ٧/ ٢٤٦ "كتاب المناقب" رقم (٣٨٨٨).