للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[إحداهما]: بفتح الميم، وإسكان القاف، وكسر الدال المخففة.

[والثانية]: بضم الميم، وفتح القاف، والدال المشددة، قال الواحديّ: أما مَن شَدَّده، فمعناه المُطَهَّر، وأما مَن خَفّفه، فقال أبو عليّ الفارسيّ: لا يخلو إما أن يكون مصدرًا أو مكانًا، فان كان مصدرًا، كان كقوله تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأنعام: ٦٠] ونحوه من المصادر، وإن كان مكانًا، فمعناه بيت المكان الذي جُعِل فيه الطهارة، أو بيت مكان الطهارة، وتطهيره إخلاؤه من الأصنام وإبعاده منها، وقال الزجاج: البيت المقدَّس: المطَهَّر، وبيت المقدس؛ أي: المكان الذي يُتطهَّر فيه من الذنوب، ويقال فيه أيضًا: إيلياء (١).

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (فَرَبَطْتُهُ) بفتح الموحّدة، يقال: رَبَطته رَبْطًا، من بابي ضرب ونَصَرَ: إذا شددته، والرِّباط بالكسر: ما تُربط به القربة وغيرها، والجمع رُبُط، مثلُ كتاب وكُتُبٍ، قاله الفيّوميّ (٢). (بِالْحَلْقَةِ) بإسكان اللام، على اللغة الفصيحة المشهورة، وحَكَى الجوهريّ وغيره فتح اللام أيضًا، قال الجوهريّ: حَكَى يونس، عن أبي عمرو بن العلاء حَلَقَة بالفتح، وجمعها حَلَقٌ، وحَلَقَات، وأما على لغة الإسكان، فجمعها حَلَق وحِلَق، بفتح الحاء وكسرها، قاله النوويّ (٣).

وقال ابن منظور - رَحِمَهُ اللهُ -: "الحَلْقَةُ": كلُّ شيء استدار، كحلقة الحديد والفضّة والذهب، وكذلك هو في الناس، والجمع حِلاق بالكسر على الغالب، وحِلَق بكسر، ففتح، على النادر، كهَضَبة وهِضَب، والحَلَق بفتحتين عند سيبويه اسم للجمع، وليس بجمع؛ لأن فَعْلَةً ليست مما يُكسَّر على فَعَل، أفاده ابن منظور (٤).

وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وَحَلَقةُ الباب بالسكون من حديد وغيره، وحَلَقَةُ القوم: الذين يجتمعون مستديرين، والحَلْقَةُ: السلاح كلُّهُ، والجمع حَلَق بفتحتين على غير قياس، وقال الأصمعيّ: والجمع حِلَق بالكسر، مثلُ قَصْعَةٍ وَقِصَعٍ، وبَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وحَكَى يونس عن أبي عمرو بن العلاء أن الحَلَقَة بالفتح


(١) "شرح النوويّ" ٢/ ٢١١.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢١٥.
(٣) "شرح النوويّ" ٢/ ٢١١.
(٤) "لسان العرب" ١٠/ ٦١.