للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في باب المهملة. انتهى (١).

[تنبيه]: قال الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ-: ولم أقف على اسم هذا اليهوديّ في هذه القصّة، وزعم ابن بشكوال أنه فِنْحاص -بكسر الفاء، وسكون النون، ومهملتين- وعزاه لابن إسحاق، والذي ذكره ابن إسحاق لفِنحاص مع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - في لطمه إياه قصة أخرى، في نزول قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} الآية [آل عمران: ١٨١]، وأما كون اللاطم في هذه القصة هو الصدّيق فهو مصرَّح به فيما أخرجه سفيان بن عيينة في "جامعه" وابن أبي الدنيا في "كتاب البعث" من طريقه، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، وابن جُدْعان، عن سعيد بن المسيِّب، قال: "كان بين رجل من أصحاب النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبين رجل من اليهود كلام في شيء -فقال عمرو بن دينار: هو أبو بكر الصديق- فقال اليهوديّ: والذي اصطفى موسى على البشر، فلطمه المسلم. . ." الحديث. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "وأما كون اللاطم … إلخ" ففيه نظر؛ لأنه في هذه القصّة صرّح بأنه رجل من الأنصار، وأبو بكر - رضي الله عنه - مهاجريّ، وليس أنصاريًّا، فليُتأمل، والله تعالى أعلم.

(يَعْرِضُ) بكسر الراء، من باب ضرب؛ أي: يُظهره للناس ليشتروه، وقال في "العمدة"؛ أي: يُبرز متاعه للناس؛ ليرغبوا في شرائه، فأُعطي له به ثمنًا بَخْسًا" (٣). (سِلْعَةً لَهُ) بكسر السين، وإسكان اللام: الْبِضاعة، وجَمْعها: سِلَعٌ، مثلُ سِدْرة وسِدَرٍ، وأما السَّلْعَة بالفتح، فهي الشَّجّة، ولا تناسب هنا، وجَمْعها سَلَعاتٌ، مثلُ سَجْدة وسَجَدَات (٤). (أُعْطِيَ) بالبناء للمفعول، (بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ)؛ أي: ثمنًا استقلّه، وقوله: (أَو لَمْ يَرْضَهُ) "أو" للشك، كما بيّن الشاكّ هنا بقوله: (شَكَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ) بن عبد الله الراوي عن عبد الله بن الفضل. (قَالَ) ذلك اليهوديّ (لَا)؛ أي: لست أبيعه بما أعطيتني؛ لكونه قليلًا، ثم حلف على


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٤٢.
(٢) "الفتح" ٨/ ٩، كتاب "الأنبياء" رقم (٣٤٠٨).
(٣) "عمدة القاري" ١٦/ ٤.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٢٨٥.