للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مرادهم قبائل العرب، قال: "خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فَقِهُوا"، ومعناه: أن أصحاب المروءات، ومكارم الأخلاق في الجاهلية، إذا أسلموا، وفقهوا، فهم خيار الناس. انتهى (١).

وقال في "العمدة": أي: فيوسف نبي الله أشرفهم؛ لأنَّ معنى الكرم هنا الشرف، وذلك أن من اتقى ربه -عَزَّ وَجَلَّ- شَرُف؛ لأنَّ التقوى تحمله على أسباب العزّ؛ لأنَّها تُبعده عن الطمع في كثير من المباح، فضلًا عن غيره من المآثم، وما ذاك إلَّا مَن أَسَره هواه، قال: وادَّعَى القرطبيّ أنه يخرج من هذا الحديث أن إخوة يوسف ليسوا أنبياء؛ إذ لو كانوا كذلك لشاركوه في هذه المنقبة، وفيه نظرٌ؛ لأنه ذَكَره لكونه أفضلهم، لاسيما على القول برسالته.

وقوله: "ابن نبي الله" هو يعقوب، ابن نبى الله هو إسحاق، ابن خليل الله هو إبراهيم -عليهم الصلاة والسلام- انتهى (٢).

(قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ("فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي؟)؛ أي: أصولهم التي يُنسبون إليها، ويتفاخرون بها، وإنما جُعلت معادن؛ لِمَا فيها من الاستعدادات المتفاوتة، فمنها قابلة لفيض الله على مراتب المعدنيات، ومنها غير قابلة له، وشبّههم بالمعادن؛ لأنهم أوعية للعلوم، كما أن المعادن أوعية للجواهر النفيسة (٣).

وقال في "الفتح": وقوله: "أفعن معادن العرب أي: أصولهم التي ينسبون إليها، ويتفاخرون بها، وإنما جُعلت معادن؛ لما فيها من الاستعداد المتفاوت، أو شبّههم بالمعادن؛ لكونهم أوعية الشرف، كما أن المعادن أوعية للجواهر. انتهى (٤).

(خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَام، إِذَا فَقِهُوا") بضم القاف على المشهور، وحُكي كسرها؛ أي: صاروا فقهاء، عالمين بالأحكام الشرعية


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ١٣٤ - ١٣٥.
(٢) "عمدة القاري" ١٥/ ٢٤٥ ببعض تصرّف.
(٣) "عمدة القاري" ١٥/ ٢٤٥.
(٤) "الفتح" ٧/ ٦٨٣، كتاب "الأنبياء" رقم (٣٣٧٤).