للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(١٠٤٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٥٧ و ٢٦٠ و ٣٩١ و ٤٣٨ و ٤٨٥ و ٤٩٨ و ٥٢٥ و ٥٣٩) وفي "فضائل الصحابة" (١٥١٨ و ١٥١٩)، و (الدارميّ) في "سننه" (١/ ٨٤)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦٤٨)، و (الطحاويّ) في "مشكل الآثار" (٤/ ٣١٥)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (٨/ ٣٨٣)، و (القضاعيّ) في "مسند الشهاب" (٦٠٦)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٣٨٤٤ و ٣٨٤٥)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): ما قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: قد تضمَّن الحديث في الأجوبة الثلاثة أن الكرم كله عمومه، وخصوصه، ومجمله، ومبيّنه إنما هو الدّين، من التقوي، والنبوة، والإعراق فيها، والإسلام مع الفقه، فإذا تمّ ذلك، أو ما حصل منه مع شرف الأب المعهود عند الناس، فقد كان شرف الشريف، وكرم الكريم. انتهى (١).

٢ - (ومنها): أنه إنما قيّد بقوله: "إذا فقهوا" والحال أن كل من أسلم، وكان شريفًا في الجاهلية، فهو خير من الذي لَمْ يكن له الشرف فيها؛ لأنَّ المعنى ليس على ذلك، فإن الوضيع العالم خير من الشريف الجاهل، والعلم يرفع كل من لَمْ يُرْفَع (٢).

وقد أخرج مسلم عن عامر بن واثلة، أن نافع بن عبد الحارث، لَقِي عمر - رضي الله عنه - بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزي، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، وَيضَعُ به آخرين". انتهى (٣).

ولقد أحسن من قال، وأجاد في المقال [من البسيط]:

الْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتًا لَا عِمَادَ لَهُ … وَالْجَهْلُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْعِزِّ وَالشَّرَفِ


(١) "إكمال المعلم" ٧/ ٣٦٢.
(٢) "عمدة القاري" ١٥/ ٢٤٥.
(٣) تقدّم في هذا الشرح في كتاب "صلاة المسافرين وقصرها" برقم [٤٨/ ١٨٩٧] (٨١٧).