للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى البخاريّ في قصة قَتْل عمر أنه عَهِد إلى ستة، وأمرهم أن يختاروا رجلًا، فجعلوا الاختيار إلى عبد الرَّحمن بن عوف، فاختار عثمان، فبايعوه، ويقال: كان ذلك يوم السبت غُرّةَ المحرّم سنة أربع وعشرين.

وقال ابن إسحاق: قُتل على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرًا واثنين وعشرين يومًا من خلافته، فيكون ذلك في ثاني وعشرين ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وقال غيره: قُتل لسبع عشرة، وقيل: لثمان عشرة، رواه أحمد، عن إسحاق بن الطباع، عن أبي معشر.

وقال الزبير بن بكار: بويع يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقُتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة بعد العصر، ودُفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حُشّ كوكب، كان عثمان اشتراه، فوسَّع به البقيع، وقُتل، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وأشهر على الصحيح المشهور، وقيل: دون ذلك، وزعم أبو محمد بن حزم أنه لم يبلغ الثمانين. انتهى ملخّصًا من "الإصابة" (١).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ، يُكنى أبا عمرو، وأبا عبد الله، وأبا ليلى بأولادٍ وُلِدوا له، وأشهر كُنَاه: أبو عمرو، ولُقِّب بذي النُّورين؛ لأنَّ النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زوَّجه ابنتيه: رُقَيّة، وأم كلثوم، واحدة بعد أخرى، وقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لو كانت عندي أخرى لزوَّجتها له"، أسلم قديمًا قبل دخول النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دار الأرقم، وهاجر إلى أرض الحبشة، وإلى المدينة، ولمّا خرج رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى بدر خلّفه على ابنته رُقية يمرّضها، وضرب له رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسهمه، وأجْره، فكان كمن شهدها، وقيل: كان هو في نفسه مريضًا بالْجُدَريّ، وبايع عنه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده في يده في بيعة الرضوان، وقال: "هذه لعثمان"، وكان النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد وجّهه إلى أهل مكة؛ ليكلمهم في أن يُخلُّوا بين النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبين العمرة، فأُرجف بأن قريشًا قتلته، فبايع النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصحابه بسبب ذلك. انتهى (٢).


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ٤٥٩، بزيادة يسيرة من "الفتح" ٨/ ٣٩٣.
(٢) "المفهم" ٦/ ٢٦٢ - ٢٦٣.