للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرايات يوم خيبر، وما كانوا يعرفون قبل ذلك إلا الألوية (١).

(رَجُلًا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ)، وفي رواية ابن إسحاق: "ليس بفرّار"، وفي حديث بريدة: "لا يرجع حتى يفتح الله له"، (يُحِبُّ اللهَ) تعالى (وَرَسُولَهُ) -صلى الله عليه وسلم- (وَيُحِبُّهُ اللهُ) تعالى (وَرَسُولُهُ") -صلى الله عليه وسلم- (قَالَ) سهل (فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ) -بالدال المهملة، وبالكاف-؛ أي: يخوضون، من الدَّوْكة، وهو الاختلاط، والخوض، يقال: بات القوم يدوكون دَوْكًا: إذا باتوا في اختلاط، ودَوَران، وقيل: يخوضون، ويتحدثون في ذلك (٢)، وفي بعض النسخ: "يذكرون" بالذال المعجمة بدل الدال، من الذكر، وفي حديث أبي هريرة الماضي: "أن عمر قال: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ وفي حديث بُريدة: "فما منا رجل له منزلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وهو يرجوأن يكون ذلك الرجل، حتى تطاولت أنا لها، فدعا عليًّا، وهو يشتكي عينه، فمسحها، ثم دفع إليه اللواء وفي حديث سلمة بن الأكوع التالي: "قال: فأرسلني إلى عليّ، قال: فجئت به أقوده، أَرْمَدَ، فبَزَق في عينه، فبرأ". (أيُّهُمْ يُعْطَاهَا، قَالَ) سهل (فَلَمَّا أَصبَحَ النَّاسُ غَدَوْا)؛ أي: ذهبوا، وانطلقوا غَدْوةً، وهي ما بين صلاة الصبح، وطلوع الشمس، ثم كثر استعماله في الذهاب، والانطلاق أي وقت كان، ومنه حديث: "واغد يا أُنيس على امرأة هذا … "، متّفقٌ عليه، ويَحتَمِل أن يكون هذا الحديث منه. (عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، كُلُّهُمْ يَرْجُونَ أَنْ يُعْطَاهَا)؛ أي: الراية، (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ"؟، فَقَالُوا: هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْه، قَالَ) سهل (فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ)؛ أي: بأمَر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، (فَأُتِيَ بِهِ) بالبناء للمفعول، وقد تبيّن من حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أنه هو الذي أحضره، ولعل عليًّا حضر إليهم بخيبر، ولم يقدر على مباشرة القتال لِرَمَده، فأرسل إليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فحضر من المكان الذي نزل به، أو بعث إليه إلى المدينة، فصادف حضوره. (فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي عَيْنَيْه، وَدَعَا لَهُ) بأن يبرأ (فَبَرَأَ) -بفتح الراء، والهمزة-، بوزن ضَرَبَ، ويجوز كسر الراء، بوزن عَلِم، وعند الحاكم من حديث عليّ -رضي الله عنه-


(١) "فتح" ٩/ ٣١٤، كتاب "المغازي" رقم (٤٢١٠).
(٢) "عمدة القاري" ١٦/ ٢١٥.