للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لإِنْسَانٍ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرفه، وقال في "الفتح": يظهر لي أنه سهل، راوي الحديث؛ لأنه لم يُذكر أنه كان مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- غيره. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: يظهر لي أنه سهل، لا يخفى ما فيه؛ لأنه لم يذكر عليه دليلًا مقنعًا، فتدبّر، والله تعالى أعلم.

("انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ ") وللبخاريّ في "الأدب": "فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة: أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد"، وليس بينه وبين الذي هنا مخالفةٌ؛ لاحتمال أن يكون المراد من قوله: "انظر أين هو؟ " المكان المخصوص من المسجد، وعند الطبرانيّ: "فأمر إنسانًا معه، فوجده مضطجعًا في فيء الجدار". انتهى (٢).

(فَجَاءَ) ذلك الإنسان بعد البحث عنه (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ) فيه جواز النوم في المسجد، ولو كان له بيت. (فَجَاءَهُ)؛ أي: عليًّا، (رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-)، وقوله: (وَهُوَ مُضْطَجِعٌ) جملة اسمية وقعت حالًا، ولكن في الكلام مقدّر، تقديره: فجاء رسول الله إلى المسجد، ورآه، وهو مضطجع، وكذلك قوله: (قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ) جملةٌ حالية، (عَنْ شِقِّهِ)؛ أي: جَنْبه، (فَأَصَابَهُ تُرَابٌ) في رواية الإسماعيليّ: "حتى تخلّص ظهره إلى التراب"، وكأنه نام أوّلًا على مكان لا تراب فيه، ثم تقلّب فصار ظهره على التراب، أو سفى عليه التراب.

(فَجَعَلَ)؛ أي: أخذ، وشرع (رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْسَحُهُ)؛ أي: التراب، (عَنْهُ)؛ أي: عن جَنْب عليّ، وقوله: (وَيَقُولُ) عَطْف على "يمسحه"، ولا يكون حالًا؛ لأن الجملة المضارعيّة المثبتة لا تُقرن بالواو، إلا إذا قُدّر مبتدأ؛ أي: وهو يقول، قال في "الخلاصة":

وَذَاتُ بَدْءٍ بِمُضَارعٍ ثَبَتْ … حَوَتْ ضَمِيرًا وَمِنَ الْوَاوِ خَلَتْ

وَذَاتُ وَاو بَعْدَها انْوِ مُبْتَدَا … لَهُ الْمُضَارعَ اجْعَلَنَّ مُسْنَدَا

("قُمْ أَبا التُّرَاب، قُمْ أَبا التُّرَابِ") حُذف منه حرف النداء، والتقدير: يا


(١) "الفتح" ٢/ ١٧٨، كتاب "الصلاة" رقم (٤٤١).
(٢) "الفتح" ٢/ ١٧٨، كتاب "الصلاة" رقم (٤٤١).