للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبا التراب، وفي بعض النُّسخ: "قم أبا تراب، قم أبا تراب"، وفي رواية للبخاريّ: "اجلس يا أبا تراب مرتين"، قال في "الفتح": ظاهره أن ذلك أول ما قال له ذلك، وروى ابن إسحاق، وأحمد من حديث عمّار بن ياسر: "قال: نِمت أنا وعليّ في غزوة العسيرة في نخل، فما أفقنا إلا بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يحرِّكنا برجله، يقول لعليّ: قم يا أبا تراب؛ لِمَا يُرى عليه من التراب، وهذا إن ثبت حُمل على أنه خاطبه بذلك في هذه الكائنة الأخرى، ويُروى من حديث ابن عباس، أن سبب غضب عليّ كان لمّا آخى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، ولم يؤاخ بينه وبين أحد، فذهب إلى المسجد، فذكر القصة، وقال في آخرها: "قم، فأنت أخي"، أخرجه الطبرانيّ، وعند ابن عساكر نحوه، من حديث جابر بن سمرة، وحديث الباب أصحّ، ويمتنع الجمع بينهما؛ لأن قصة المؤاخاة كانت أول ما قدم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- المدينة، وتزويج عليّ بفاطمة، ودخوله عليها كان بعد ذلك بمدة. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سهل بن سعد -رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٤/ ٦٢٠٩] (٢٤٠٩)، و (البخاريّ) في "الصلاة" (٤٤١) وفي "الفضائل" (٣٧٠٣) و"الأدب" (٦٢٠٤) و"الاستئذان" (٦٢٨٠)، و (النسائيّ) في "عمل اليوم والليلة" (١/ ٣٥٨)، و (الرويانيّ) في "مسنده" (٢/ ١٩١)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٢/ ٤٤٦)، و (ابن عساكر) في "تاريخ دمشق" (٤٢/ ١٧)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): جواز دخول الرجل في بيت ابنته بغير إذن زوجها، حيث يَعلم رضاه.

٢ - (ومنها): استعطاف الشخص على غيره بذِكر ما بينهما من القرابة.


(١) "الفتح" ٨/ ٤٢٢، كتاب "الفضائل" رقم (٣٧٠٣).