للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منه سفيان، فتوهّم الناس أنه وكيع عن مسعر، وإنما رواه أبو بكر في "المسند"، و"المغازي"، وفي غير موضع عن وكيع، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم (١).

حدّثنا أبو عمر النَّمَريّ، نا سعيد بن نصر، نا قاسم، نا ابن وضّاح، نا ابن أبي شيبة، نا وكيع، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن شدّاد، عن عليّ بن أبي طالب، قال: ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفدي أحدًا بأبويه إلا سعدًا، فإني سمعته يقول يوم أُحد: "ارم فداك أبي وأمي". انتهى (٢).

وقال الحافظ في "نكته": أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" بسنده إلى أبي بكر، ثنا وكيع، ثنا سفيان، وقال: أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان، فهذا يُشعر بأن سقوط سفيان من الرواة عن مسلم. انتهى (٣).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن، واتّضح بما سبق أنه سقط من هذا السند ذِكر سفيان، وهو الثوريّ، وسقوطه من رواة مسلم، لا منه، وأما ما قاله النوويّ -رحمه الله- من أنه أسقط من روايته سفيان الثوريّ بين وكيع ومسعر؛ لأن أبا بكر بن أبي شيبة رواه في "مسنده"، و"المغازي" وغير موضع عن وكيع، عن الثوريّ، عن مسعر، قال: وادعى بعضهم أن وكيعًا لم يُدرِك مسعرًا … إلى آخر كلامه، فهو غلط فاحشٌ، مبنيّ على التصحيف، فقد تصحّف عليه سعد إلى مسعر، فالثوريّ يرويه عن سعد، لا عن مسعر، فتنبّه.

وكذا مشى الأبيّ على كلام النوويّ -رحمه الله -، من أنه وكيع عن مسعر، وذكر عن المازريّ كلامًا يتعلّق بلقيّ وكيع مسعرًا، وتبعه على ذلك بعض الشرّاح (٤)، فكل ذلك ليس بصحيح، بل الصواب أن الساقط هو سفيان، وهو يرويه عن سعد بن إبراهيم، لا عن مسعر، فتأمله بالإمعان، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.


(١) "تحفة الأشراف" ٧/ ٤١٠.
(٢) "تقييد المهمل" ٣/ ٩١٣ - ٩١٤.
(٣) "النكت الظراف" ٧/ ٤١٠.
(٤) هو: الشيخ الهرري، راجع شرحه: ٢٣/ ٤٧٢.